Podcast Icon
سياسة

تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران.. العراق في قلب المواجهة

تتسارع وتيرة التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران مع استمرار تبادل التهديدات، وسط تشديد واشنطن ضغوطها الاقتصادية والعسكرية على طهران لإجبارها على العودة إلى طاولة المفاوضات بشأن برامجها النووية والصاروخية. ويبرز العراق مجددًا كأحد الساحات الرئيسية لهذا الصراع، بعد قرار الإدارة الأميركية وقف تشديد الإعفاءات التي تتيح لبغداد شراء الكهرباء من إيران دون التعرض لعقوبات.

العراق بين فكي العقوبات والطاقة
يواجه العراق تداعيات خطيرة جراء القرار الأميركي، حيث يعتمد بشكل كبير على الغاز الإيراني لتشغيل محطات الكهرباء. وقد وصفت الحكومة العراقية الخطوة بأنها “تحديات تشغيلية مؤقتة”، إلا أن مصادر سياسية حذرت من أزمة طاقة غير مسبوقة مع دخول فصل الصيف، حيث قد يواجه المواطن العراقي انقطاعات كهربائية حادة نتيجة عدم وجود بدائل كافية على المدى القصير.

مخاوف من شلل اقتصادي عراقي
يرى رئيس مركز التفكير السياسي، إحسان الشمري، أن تأثير القرار الأميركي لا يقتصر فقط على مسألة الإعفاءات، بل يمتد إلى النظام المالي العراقي، الذي اعتبره متنفسًا استخدمته إيران على مدار السنوات الماضية للتحايل على العقوبات.
ويضيف الشمري في حديثه لـسكاي نيوز عربية: “اللجنة المشكلة في البيت الأبيض قد تتبنى إجراءات أكثر تشددًا، تشمل شخصيات ومؤسسات عراقية، مما قد يؤدي إلى شلل كبير في الدولة العراقية”.

هل يستهدف القرار العراق أكثر من إيران؟
يعتبر بعض المحللين أن القرار الأميركي يعاقب العراق أكثر من إيران، حيث يرى الباحث السياسي الإيراني مصدق بور أن إيران لم تستفد تجاريًا من تصدير الغاز والكهرباء إلى العراق، لأن الأموال المحتجزة في البنوك العراقية لا تُصرف إلا لأغراض إنسانية، مثل شراء الأدوية.

ويشير بور إلى أن العراق حاول سابقًا إيجاد بدائل لاستيراد الغاز من دول أخرى، لكنه اصطدم بعقبات جغرافية وبنية تحتية غير مؤهلة، مما يجعله في مأزق حقيقي في ظل الضغوط الأميركية المتزايدة.

الأبعاد الإقليمية.. واشنطن تضيق الخناق على طهران
من منظور واشنطن، فإن استمرار العراق في استيراد الطاقة من إيران يعزز نفوذ طهران الإقليمي، ويدعم الجماعات المسلحة المرتبطة بها. ويرى الشمري أن العقوبات الأميركية الجديدة قد تستهدف شبكات تهريب النفط والدولار، التي تتهمها الولايات المتحدة بتمويل أنشطة إيرانية في المنطقة.

في ظل هذا المشهد، يجد العراق نفسه أمام معادلة معقدة، فهو يحتاج إلى إيجاد بدائل سريعة للطاقة لتجنب أزمة كهربائية، وفي الوقت ذاته يحاول تحقيق توازن بين الحفاظ على علاقاته مع إيران وتجنب العقوبات الأميركية المشددة.

المستقبل.. ما الخيارات المتاحة أمام العراق؟
مع تزايد الضغوط، يواجه العراق سيناريوهات صعبة، حيث سيتعين عليه:

تسريع مشاريع إنتاج الغاز المحلي لتقليل الاعتماد على إيران.
البحث عن مصادر بديلة للطاقة مثل استيراد الكهرباء من دول أخرى أو التوسع في الطاقة المتجددة.
إدارة علاقته مع واشنطن وطهران بحذر لتجنب أي تصعيد إضافي قد يؤثر على استقراره الداخلي.
يبقى مستقبل العراق مرهونًا بقدرته على المناورة بين المصالح الأميركية والإيرانية، خاصة في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، مما يجعل أي خطوة غير محسوبة قد تؤدي إلى تداعيات غير متوقعة على المشهد السياسي والاقتصادي في البلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى