Podcast Icon
سياسة
أخر الأخبار

ترامب وغزة.. تحولات الموقف الأمريكي من التهجير إلى الشراء

في خطوة مثيرة للجدل، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن رغبته في “امتلاك قطاع غزة”، مقترحًا تقاسم مسؤولية إعادة إعماره مع دول أخرى.

هذا الطرح، الذي يعكس نهج رجل الأعمال الذي يتبناه ترامب حتى في القضايا السياسية والإنسانية، يثير تساؤلات جوهرية حول مصير أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في القطاع.

النهج التجاري في القضايا السياسية:

يرى الوزير الفلسطيني السابق سفيان أبو زايدة أن تصريحات ترامب تعكس رؤيته السياسية المبنية على الصفقات التجارية، مؤكدًا أن “الأراضي الفلسطينية ليست للبيع، وأي محاولة لطرحها في السوق الدولية مرفوضة تمامًا”.

من جانبه، اعتبر يوحنان تسوريف، الباحث في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أن فكرة شراء الأوطان غير قابلة للتطبيق سياسيًا أو أخلاقيًا، مشيرًا إلى أن “هذا الخطاب يخدم المتطرفين في اليمين الإسرائيلي، لكنه يزيد من الانقسامات الداخلية ولا يخدم المصالح الإسرائيلية على المدى البعيد”.

الضغط الإنساني:

تواجه غزة ضغوطًا إنسانية هائلة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في المساعدات الغذائية والمياه الصالحة للشرب، بالإضافة إلى تأخر وصول الإمدادات الإنسانية الأساسية، مثل المنازل المتنقلة والخيام.

أبو زايدة حذر من أن هذه السياسات تعزز الأفكار المتطرفة، مشيرًا إلى أن “وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش يعتبر تهجير الفلسطينيين جزءًا من أيديولوجيته، وتصريحات ترامب تدعم هذا الاتجاه”.

أما تسوريف، فأكد أن “الهجرة يجب أن تكون خيارًا شخصيًا وليست مفروضة بالقوة، إذ يتعارض فرض الهجرة الجماعية مع القيم الديمقراطية والمبادئ الإنسانية التي تدّعي الولايات المتحدة وإسرائيل الالتزام بها”.

رفض عربي وتحركات دبلوماسية:

في ظل هذا التصعيد، تتجه الدول العربية إلى عقد قمة طارئة في 27 فبراير الجاري لإصدار قرارات تعبر عن موقف عربي موحد ضد خطة ترامب.

وأكدت الجامعة العربية أنها ستوصل رسالة واضحة إلى واشنطن مفادها أن “بيع غزة وتهجير سكانها خط أحمر لا يمكن تجاوزه”.

بدوره، شدد أبو زايدة على أن “العرب يستطيعون قول ’لا‘ لترامب لأنهم ليسوا بحاجة إليه”، مؤكدًا أن “الولايات المتحدة، رغم نفوذها، لا تستطيع فرض إرادتها على العرب في قضية فلسطين”.

إسرائيل.. تأييد حذر وانقسامات داخلية:

رغم انسجام الحكومة اليمينية الإسرائيلية مع توجهات ترامب، إلا أن هناك انقسامات داخل المشهد السياسي الإسرائيلي.

فقد كشف تسوريف أن “نتنياهو فوجئ بتصريحات ترامب ولم يكن على دراية كاملة بالتحضيرات”، ما يعكس غياب نقاش داخلي جاد حول القضية.

وأشار إلى وجود معارضة قانونية داخل إسرائيل، حيث أبلغ المستشارون القانونيون وزير الخارجية إيلي كوهين بأن الفكرة تتعارض مع القانونين الإسرائيلي والدولي، ما قد يشكل عائقًا أمام تنفيذها.

هل تصبح غزة سلعة في مزاد ترامب؟

تطرح التصريحات الأميركية مخاوف حول تحويل غزة من قضية سياسية وإنسانية إلى ورقة مساومة في صفقات ترامب.

وبينما يسعى ترامب إلى تسويق مشروعه كحل سلمي، يرى الفلسطينيون والعرب أنه إعادة إنتاج لسياسات التهجير القسري بغطاء اقتصادي.

وتبقى التساؤلات مفتوحة: هل ستنجح الضغوط العربية والدولية في إيقاف هذا المخطط؟ أم أن غزة ستصبح ساحة جديدة للابتزاز السياسي؟ الأيام القادمة ستكشف مدى قدرة الفلسطينيين وحلفائهم على مواجهة هذا التحدي غير المسبوق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى