Podcast Icon
سياسة

ترامب والشرق الأوسط الجديد: فرص الاستقرار أم مغامرات غير محسوبة؟

شرق أوسط متغير في عهد ترامب
مع اقتراب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب من تسلم منصبه، تواجه المنطقة شرق أوسط جديدًا مختلفًا تمامًا عن الذي عرفه خلال ولايته الأولى. فبينما شهدت سوريا تحولات جوهرية، وضَعُفت إيران بشكل ملحوظ، تبقى القضايا الأساسية للصراع العربي-الإسرائيلي على حالها.

وفي تقرير نشرته صحيفة “العرب”، يشير محللون إلى أن أي محاولة لحل قضية واحدة ستؤثر حتمًا على باقي القضايا، ما يضع الإدارة الأمريكية أمام خيارات دقيقة قد تكون لها تداعيات واسعة النطاق.

فرص الاستقرار ومخاطر المغامرة
رغم التراجع الإقليمي لإيران، بما في ذلك خسارة حليفها السوري وتعرض حزب الله لضربات إسرائيلية مدمرة، يحذر الخبراء من أن الإغراءات بدفع الولايات المتحدة نحو مغامرة تغيير النظام الإيراني قد تكون محفوفة بالمخاطر. ويرى المحلل السياسي ف. جريجوري جوس أن الإدارة الجديدة قد تستفيد من تراجع النفوذ الإيراني لتعزيز مصالحها في المنطقة، لكن ذلك يتطلب سياسة متزنة لتجنب الانزلاق في صراعات جديدة.

التحديات في الساحة الإسرائيلية-الفلسطينية
رغم الدمار الكبير الذي شهدته غزة، يلاحظ الباحثون أن الديناميكيات الأساسية للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني لم تتغير. فالسياسات الإسرائيلية لا تزال بعيدة عن دعم حل الدولتين، بينما تواجه السلطة الفلسطينية تحديات عميقة تعرقل قدرتها على لعب دور فاعل.

يؤكد جريجوري جوس أن أي خطة سلام أمريكية لحل الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني ستواجه المصير نفسه الذي لاقته محاولات سابقة. ومع ذلك، فإن وقف إطلاق النار في غزة، بما يشمله من عودة الرهائن ووقف الهجمات، يعد خطوة أساسية نحو الاستقرار الإقليمي.

دور واشنطن في القضايا السورية واللبنانية
يرى المحللون أن الولايات المتحدة، بفضل نفوذها على إسرائيل، يمكنها أن تلعب دورًا محوريًا في تحقيق الاستقرار في سوريا ولبنان. يشير جريجوري جوس إلى أن واشنطن قادرة على التوسط بين إسرائيل وتركيا وسوريا للتوصل إلى اتفاقيات طويلة الأمد بشأن قواعد الاشتباك وانسحاب القوات.

وفي لبنان، يقترح المحللون أن تعمل الولايات المتحدة مع فرنسا وشركاء عرب لتشكيل حكومة جديدة تفرض سيادتها الكاملة على البلاد وتنفذ اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل.

نظرة شاملة
في خضم هذا التعقيد، يواجه الشرق الأوسط مستقبلًا غامضًا، حيث تختلط فرص الاستقرار بمخاطر التصعيد. ويشير الخبراء إلى أن النجاح في تحقيق اختراقات جزئية في بعض القضايا قد يفتح المجال أمام استقرار إقليمي أكبر، لكن القضايا الجوهرية للصراع العربي-الإسرائيلي لا تزال بعيدة عن الحل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى