Podcast Icon
سياسة
أخر الأخبار

ترامب وإيران.. التصعيد “سيد الموقف” والاتفاق النووي “كلمة السر”

عاد الملف النووي الإيراني إلى واجهة التوترات الدولية، مع تلويح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعواقب وخيمة على طهران في حال عدم التوصل إلى اتفاق نووي جديد.

 تصريحات ترامب جاءت في سياق سياسة الضغط القصوى التي تبنّاها خلال ولايته الأولى، والتي لا تزال تلقي بظلالها على مستقبل المفاوضات النووية.

تهديدات متجددة

خلال حديثه للصحافيين في المكتب البيضاوي، أعرب ترامب عن رغبته في التوصل إلى اتفاق مع إيران، لكنه حذّر من أن فشل المفاوضات سيؤدي إلى “أمور سيئة” بالنسبة لطهران.

وقال: “أُفضل إلى حد بعيد أن نتوصل إلى حل مع إيران. ولكن إن لم نتوصل إلى حل، فإن أمورا سيئة ستحصل لإيران.”

هذا التصريح يأتي بعد يوم واحد من إعلان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن طهران ردّت رسميًا على رسالة من الرئيس الأميركي، لم يُكشف عن مضمونها، لكنها تحمل في طياتها دعوة لاستئناف المفاوضات حول الملف النووي.

استراتيجية الضغوط القصوى مستمرة

رغم إشارات الانفتاح التي أرسلها ترامب، فإن سياسته تجاه إيران لا تزال تعتمد على التصعيد والضغط الاقتصادي والسياسي.

 فمنذ انسحابهh من الاتفاق النووي في عام 2018، فرضت واشنطن سلسلة من العقوبات الاقتصادية غير المسبوقة على إيران، مستهدفة قطاعات النفط، البنوك، والتجارة الخارجية.

وفي خطوة تعكس استمرار هذا النهج، عزز ترامب سياسة “الضغوط القصوى” من خلال التهديد بعمل عسكري إذا لم تستجب طهران للمفاوضات المباشرة.

إيران: لا تفاوض تحت التهديد

على الجانب الإيراني، جاء الرد حاسمًا، إذ شدد وزير الخارجية الإيراني على أن بلاده ترفض التفاوض المباشر تحت التهديد والضغوط القصوى، معتبرًا أن أي حوار جديد يجب أن يتم وفق شروط متوازنة تحفظ حقوق إيران.

ومع ذلك، أشار عراقجي إلى أن “المفاوضات غير المباشرة كما جرت في الماضي يمكن أن تتواصل”، ما يعكس إمكانية استمرار القنوات الدبلوماسية عبر أطراف وسيطة.

اتصالات عبر وسطاء

ومنذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة عام 1980، تعتمد واشنطن وطهران على السفارة السويسرية في طهران كقناة اتصال غير مباشرة لتمرير الرسائل الرسمية.

ورغم أن هذه الآلية استخدمت في مناسبات عديدة، إلا أنها لم تمنع تصاعد التوترات بين البلدين على مدار العقود الماضية.

ماذا بعد؟ سيناريوهات مفتوحة على كل الاحتمالات

في ظل هذه التطورات، تظل السيناريوهات المستقبلية غير واضحة. فبينما تبدي إيران استعدادًا لمواصلة المحادثات غير المباشرة، فإنها ترفض أي مفاوضات في ظل العقوبات والضغوط العسكرية.

في المقابل، يواصل ترامب نهجه القائم على التصعيد، مستغلًا الملف الإيراني كورقة سياسية في سباقه الانتخابي.

وبين لغة التهديد ومحاولات التفاوض، يبقى السؤال: هل سيؤدي هذا التصعيد إلى مواجهة جديدة بين البلدين، أم أن الضغوط المتزايدة ستدفع طهران وواشنطن إلى طاولة المفاوضات بشروط مختلفة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى