Podcast Icon
سياسة
أخر الأخبار

السيطرة الأمنية على غزة.. مدخل جديد لتعطيل وقف إطلاق النار (تحليل)

يواجه اتفاق التهدئة في غزة خطر الانهيار بسبب مماطلة إسرائيل في تنفيذ التزاماتها المتعلقة بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، ما يثير تساؤلات حول دوافع تل أبيب الحقيقية.

“سكاي نيوز عربية” تناولت بالتحليل ما وراء المماطلة الإسرائيلية؛ فبالرغم من الاتفاق المسبق على إطلاق سراح 600 أسير فلسطيني مقابل 6 رهائن إسرائيليين، تراجعت حكومة بنيامين نتنياهو عن الإفراج عن الدفعة السابعة، متذرعة بالمراسم التي نظمتها حركة حماس أثناء تسليم المحتجزين الإسرائيليين.

وفي هذا السياق، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين سيتأجل “حتى تنهي حماس ما وصفها بالمراسم المهينة”، في إشارة إلى مشاهد تسليم جثامين رهائن في توابيت، التي أثارت انتقادات دولية، أبرزها من مفوض حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، الذي وصفها بـ”البغيضة”.

إسرائيل وحماس.. شد وجذب:

من جانبه، أوضح كبير الباحثين في معهد دراسات الأمن القومي، يوحنان تسوريف، في حديثه لبرنامج “التاسعة” على سكاي نيوز عربية، أن “حماس تهدف من خلال هذه المراسم إلى ترسيخ صورتها كقوة مؤثرة رغم الدمار الذي حل بقطاع غزة”، مضيفاً أن “إسرائيل ترى في هذه التصرفات محاولة لاستفزاز الإسرائيليين وإضعاف موقف الحكومة”.

وأشار تسوريف إلى أن تأخير الإفراج عن الأسرى ليس فقط وسيلة ضغط على حماس، بل أيضاً خطوة لتجنب تصعيد داخلي محتمل بسبب ردود الفعل المتباينة داخل إسرائيل.

شروط صارمة للمرحلة الثانية:

إلى جانب التعثر في تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، كشف وزير الطاقة الإسرائيلي وعضو المجلس الوزاري المصغر، إيلي كوهين، عن الشروط التي وضعتها تل أبيب للمضي قدماً في المرحلة الثانية، والتي تتضمن:

  • الإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين.
  • إبعاد حركة حماس عن قطاع غزة.
  • نزع سلاح الحركة بالكامل.
  • ضمان السيطرة الأمنية الإسرائيلية على غزة.

وأوضح تسوريف أن “المطلب الإسرائيلي بالسيطرة الأمنية على غزة يعكس رؤية تل أبيب بأن أي حل مستقبلي يجب أن يضمن عدم وجود تهديد أمني من القطاع”، لكنه لفت إلى أن “تنفيذ هذا الشرط يواجه تحديات سياسية وإقليمية، إذ تعارضه عدة أطراف عربية ودولية، ما يجعله نقطة تفاوض حساسة”.

مستقبل التهدئة:

وفي ظل هذه التطورات، تستعد واشنطن لإرسال مبعوثها الخاص إلى المنطقة، ستيف ويتكوف، في محاولة لإنقاذ الاتفاق، بينما تظل التوقعات بشأن نجاح المرحلة الثانية غير واضحة.

وأكد تسوريف أن هناك تنسيقاً أميركياً-إسرائيلياً حول إمكانية تمديد المرحلة الأولى لتجنب انهيار الاتفاق، لكنه أشار أيضاً إلى أن إسرائيل تسعى لاستغلال الظروف الحالية لفرض واقع جديد في غزة.

مع تصاعد التوتر بين إسرائيل وحماس، تبدو فرص استمرار اتفاق التهدئة مرهونة بمدى قدرة الطرفين على تجاوز العقبات الحالية.

وبينما يتزايد الحديث عن احتمال استئناف الحرب، يبقى السؤال الأهم: هل ستكون المرحلة الثانية بوابة لحل سياسي، أم مقدمة لجولة جديدة من الصراع؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى