Podcast Icon
سياسة
أخر الأخبار

الأزمة الإنسانية في غزة بعد وقف إطلاق النار.. البحث عن حلول

واشنطن – مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية  (CSIS):

في ظل وقف إطلاق النار الذي بدأ في 19 يناير، تتزايد المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة في محاولة لتخفيف معاناة السكان.

الاتفاق، الذي يستمر 42 يومًا، يشمل تبادلًا للأسرى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، إلى جانب تعزيز وصول الإمدادات الأساسية مثل الغذاء، الأدوية، والمياه النظيفة.

الوضع الميداني:

شهدت المناطق الشمالية من غزة عودة نحو 370 ألف نازح خلال اليوم الأول من وقف إطلاق النار، وسط مشاهد الدمار الواسع في البنية التحتية والمنازل.

وأفاد الدكتور ريتشارد بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في غزة، بأن القوات الإسرائيلية انسحبت من معظم المناطق باستثناء تلك المصنفة “عازلة”، فيما تتولى شركات أمنية أمريكية خاصة إدارة المعابر.

ورغم التقدم في إدخال المساعدات، تواجه عمليات إزالة الأنقاض تحديات هائلة، إذ تقدر الأمم المتحدة حجم الحطام بنحو 50 مليون طن، ما قد يستغرق عقدين من الزمن لإزالته بتكلفة تصل إلى مليار دولار.

الوضع الصحي المتدهور:

تعاني المستشفيات من أضرار جسيمة، حيث خرجت مستشفيات كمال عدوان والمستشفى الإندونيسي عن الخدمة بالكامل، فيما يعمل مستشفى العودة جزئيًا بدعم من منظمة الصحة العالمية.

وفي الجنوب، تعرض مستشفى النجار في رفح لأضرار كبيرة، ما يفاقم من أزمة الرعاية الصحية.

تعقيدات سياسية تزيد الوضع سوءًا:

في الوقت الذي تستمر فيه الجهود الإنسانية، يواجه الوضع تعقيدات سياسية، خاصة مع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن لإجراء محادثات حول مستقبل غزة.

وأثارت تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، التي اقترح فيها إعادة توطين سكان غزة خارج القطاع، موجة غضب في العالم العربي، خاصة من قبل مصر، الأردن، والسعودية.

كما فرض الكنيست قيودًا على عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ما يعطل جهود الإغاثة، خاصة أن المنظمة لم تعد قادرة على العمل داخل إسرائيل أو التنسيق مع السلطات الإسرائيلية.

المساعدات الإنسانية تتواصل رغم التحديات:

ورغم تعليق المساعدات الخارجية الأمريكية لمدة 90 يومًا، فإن هناك محاولات لاستثناء البرامج الإنسانية لضمان وصول الإغاثة.

وأرسلت منظمة الصحة العالمية 89 شاحنة مساعدات منذ بدء وقف إطلاق النار، لكن الاحتياجات لا تزال تفوق القدرات المتاحة.

في ظل هذه التحديات، تبقى الأزمة في غزة بعيدة عن الحل، حيث تتقاطع الأزمات الإنسانية مع المصالح السياسية والأمنية.

وبينما تتواصل الجهود الدولية لإيصال المساعدات وإعادة إعمار ما دمرته الحرب، يظل تحقيق سلام مستدام التحدي الأكبر لضمان استقرار القطاع وسكانه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى