إيران على حافة النووي: بين ضغوط الغرب وسباق الزمن نحو القنبلة

تشهد الساحة الدولية توتراً متصاعداً مع تسارع البرنامج النووي الإيراني، بينما تتباين مواقف القوى الكبرى بين الدبلوماسية والتهديد العسكري. في ظل هذا المشهد المعقد، تبدو إسرائيل والولايات المتحدة في سباق مع الزمن لمنع طهران من امتلاك السلاح النووي، في وقت تستمر فيه إيران بتحدي العقوبات والرقابة الدولية.
رهان إسرائيلي على ضوء أخضر أمريكي
منذ أواخر 2024، أبدى المسؤولون الإسرائيليون، وفق الصحفي “يوناه جريمي بوب” في “جيروزاليم بوست”، ثقة كبيرة بقدرتهم على تنفيذ ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية. هذه الثقة تعززت بفكرة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يدعم مثل هذا التحرك، خاصة بعدما أعرب مرارا عن تأييده خلال حملته الانتخابية.
لكن، ومع وصوله إلى البيت الأبيض، تغيرت لهجته، إذ شدد على أولوية الحلول الدبلوماسية. ومع ذلك، نقلت تسريبات لاحقة أن ترامب منح إيران مهلة شهرين لتوقيع اتفاق نووي جديد، مدعوماً بضغوط من بريطانيا، فرنسا، وألمانيا.
في المقابل، استغلت إيران هذه المهلة لتعزيز دفاعاتها الجوية وحماية منشآتها، ما جعل أي ضربة عسكرية محتملة أكثر تعقيداً. ويتساءل مراقبون: هل ستلتزم واشنطن وتل أبيب بالمسار الدبلوماسي، أم أن إسرائيل ستتحرك منفردة؟
إيران تقترب من القنبلة: سباق التخصيب والوقت
وفق تقرير موقع “ماكور ريشون” الإسرائيلي، تواصل إيران التقدم بوتيرة متسارعة على جميع جبهات تطوير السلاح النووي. ففيما تتصارع إسرائيل مع أزماتها الداخلية وتجدد الحرب في غزة، يقترب البرنامج الإيراني من “نقطة اللاعودة”.
التقارير تشير إلى امتلاك إيران ما يقارب 280 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% — وهو على بُعد خطوة صغيرة من مستوى التخصيب العسكري (90%). هذا يعني، عملياً، أن طهران قد تصنع 6 إلى 7 قنابل نووية خلال أسابيع فقط إذا قررت المضي قدماً.
رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أعرب عن شكوكه في التزام إيران بمعاهدة منع الانتشار النووي، مؤكداً أن طهران ترفض الرد على الأسئلة المتعلقة بالمواد النووية غير المعلنة.
الصواريخ الباليستية: جاهزية للإطلاق
إلى جانب تخصيب اليورانيوم، تعمل إيران على تطوير منظومتها الصاروخية. ووفق معهد أبحاث مختص، تمتلك إيران 12 نوعاً من الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى، يصل مداها إلى 2000 كيلومتر، إضافة إلى صواريخ كروز تصل إلى 3000 كيلومتر — ما يجعل إسرائيل ومعظم دول الشرق الأوسط في مرمى نيرانها.
ورغم افتقارها حالياً لصواريخ عابرة للقارات، فإن برنامجها الفضائي يمنحها القدرة على تطويرها في وقت قياسي.
تحالفات نووية مقلقة: تعاون مع الصين وروسيا
لم يعد البرنامج النووي الإيراني يعتمد فقط على الجهود المحلية، إذ كشف موقع “ماكور ريشون” عن محادثات نووية ثلاثية بين إيران، الصين، وروسيا، تزامنت مع مناورات عسكرية مشتركة في بحر العرب. هذه المحادثات، وإن ركزت علناً على العقوبات، يُرجح أنها تضمنت ترتيبات سرية حول التعاون النووي.
سيناريوهات المستقبل: مفاوضات أم مواجهة عسكرية؟
يبدو أن الخيارات تضيق أمام إسرائيل والولايات المتحدة، خاصة مع وصول البرنامج النووي الإيراني إلى مراحل متقدمة. فالوقت لم يعد في صالح الغرب، بينما تستمر طهران في تعزيز دفاعاتها ومراوغة المفاوضات.