إيران تضرب إسرائيل بأساليب جديدة: فشل أمني وتهديد متصاعد

كشفت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية عن تصاعد التهديد الإيراني لإسرائيل، مؤكدة أن طهران تسعى لتسليح الجماعات المسلحة في الضفة الغربية وتمويلها، مستغلة الثغرات الأمنية لتحقيق أهدافها. وأشارت الصحيفة إلى أن الهجمات الأخيرة تُظهر ضعف النظام الأمني الإسرائيلي، ما ينذر بعواقب خطيرة في المستقبل.
هجوم كبير كاد أن يوقع مئات القتلى
تحت عنوان “بلا صواريخ وبلا طائرات دون طيار.. الهجوم الإيراني على إسرائيل بدأ بالفعل”، أوضحت “معاريف” أن هجوم الخميس الماضي كان من المفترض أن يكون “ضخماً”، حيث تم زرع 4 إلى 5 عبوات ناسفة على متن حافلات إسرائيلية، وكان يمكن أن يسفر عن مئات القتلى، لولا اكتشافه في اللحظات الأخيرة. واعتبرت الصحيفة أن هذا الحادث يمثل “فشلاً أمنياً كبيراً”، يعكس مدى قدرة التنظيمات المسلحة على اختراق الأمن الإسرائيلي.
حرب غير متكافئة: إيران لا تحتاج للصواريخ
ترى الصحيفة أن إيران تخوض حربًا غير متكافئة مع إسرائيل، حيث لجأت إلى تكتيكات مختلفة، دون الحاجة لاستخدام الصواريخ أو الطائرات المسيرة. وأشارت إلى أن يوم 1 أكتوبر 2024 كان يومًا فارقًا، إذ أطلقت إيران أكثر من 200 صاروخ باليستي على إسرائيل، في أكبر هجوم من نوعه في التاريخ العسكري، ورغم أن 98% من الصواريخ تم اعتراضها، إلا أن الهجوم كان بمثابة رسالة واضحة لإسرائيل.
وبدلاً من الاعتماد على الأسلحة الثقيلة، تلجأ إيران الآن إلى تكتيكات أبسط ولكنها فعالة، مثل الهجمات المسلحة الفردية. فوفقًا للصحيفة، خرج مسلحان من الخليل بأسلحة بدائية، ووصلا إلى محطة القطار الخفيف في يافا، حيث أطلقا النار وقتلا 7 إسرائيليين وأصابا 15 آخرين، بينهم 6 في حالة خطيرة. وخلصت الصحيفة إلى أن “إيران أدركت أن إلحاق الضرر بإسرائيل لا يتطلب مئات الصواريخ، بل يمكن تحقيقه بأساليب أقل تكلفة وأصعب في الاكتشاف”.
ضعف أمني يهدد إسرائيل
تؤكد “معاريف” أن الأحداث الأخيرة يجب أن تثير قلق كل إسرائيلي، لأن الجماعات المسلحة في الضفة الغربية أظهرت هشاشة الأمن الإسرائيلي، بينما تواصل الحكومة إطلاق “شعارات جوفاء” دون اتخاذ إجراءات ملموسة. ورغم توقعات الأجهزة الأمنية بالكشف عن منفذي الهجمات الأخيرة خلال الساعات أو الأيام المقبلة، إلا أن الصحيفة تحذر من أن الضفة الغربية “مليئة بمختبرات تصنيع المتفجرات”، مما يشير إلى إمكانية وقوع المزيد من الهجمات في المستقبل القريب.
إيران في قلب المشهد: التمويل والتوجيه الإلكتروني
ترى الصحيفة أن إيران هي الرأس المدبر وراء هذه العمليات، حيث تعمل على تمويل وتوجيه الكتائب المسلحة في شمال الضفة الغربية بهدف إشغال إسرائيل بحرب استنزاف طويلة. وبعد أن فشلت “حلقة الخنق” التي فرضتها عبر حماس في غزة وحزب الله في لبنان، تسعى إيران الآن إلى تعزيز نشاطها داخل الضفة الغربية.
ووفقًا لتقارير “معاريف”، تستخدم طهران الإنترنت كأداة توجيه، حيث تقدم تعليمات حول كيفية تصنيع عبوات ناسفة باستخدام مواد كيميائية قاتلة، وتمريرها إلى المسلحين في جنين وطولكرم وغيرها. كما تعتمد على الإغراء المالي لتحفيز العناصر المسلحة، مما يجعل الوضع أكثر تعقيدًا.
تصاعد الهجمات مع اقتراب رمضان
حذرت الصحيفة من أن الهجمات قد تتزايد في الأسابيع المقبلة، خاصة مع اقتراب شهر رمضان، حيث ترى إيران فرصة لتكثيف عملياتها، مستغلة الهدوء النسبي في جبهات غزة ولبنان وسوريا.
تقصير حكومي وفشل أمني مستمر
ألقت الصحيفة باللوم على الحكومة الإسرائيلية، معتبرة أن وزير الدفاع ووزير الأمن القومي يتحملان مسؤولية هذا الفشل. وأشارت إلى أن “الجدار الأمني المتهالك” بين الضفة الغربية وإسرائيل كان معروفًا منذ فترة طويلة، لكن لم يتم تخصيص الميزانية اللازمة لإصلاحه، سواء من خلال بناء تحصينات جديدة أو تركيب كاميرات مراقبة، ورادارات، وزيادة عدد القوات الأمنية.
وختمت “معاريف” تقريرها بتأكيدها أن هذه القضايا “طُرحت مرارًا وتكرارًا، لكنها تتوقف عند صانعي القرار”، مما يجعل إسرائيل عرضة لمزيد من الهجمات في المستقبل القريب.