Podcast Icon
سياسة

إيران تحت الحصار: انهيار النظام في ظل أزمات متفاقمة

في تحليل للأوضاع المتدهورة في إيران، سلطت صحيفة التلغراف البريطانية الضوء على التحديات الخطيرة التي يواجهها النظام الإيراني الحالي، مشيرة إلى أن انهيار هذا النظام بات وشيكًا، وأن حلم الشرق الأوسط الحر أصبح أكثر واقعية من أي وقت مضى.

بداية النهاية: اغتيال نصرالله وتداعياته

بحسب الكاتب جاك واليس سيمون، فإن سقوط النظام الإيراني بدأ يتبلور منذ سبتمبر 2024، عندما شنت إسرائيل ضربة جوية استهدفت أمين عام حزب الله اللبناني، حسن نصرالله، في بيروت، باستخدام 84 طناً من المتفجرات. هذه العملية جاءت بعد خطاب ناري لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الأمم المتحدة، وأحدثت صدمة كبيرة لإيران التي فقدت أبرز أذرعها في المنطقة.

خسائر استراتيجية وعسكرية

تحدث الكاتب عن الضربة القاضية التي تلقتها إيران بفقدانها حزب الله، الذي يمثل استثمارًا استراتيجيًا لطهران على مدى عقود. هذه الخسارة كلفت إيران مليارات الدولارات وأضعفت نفوذها الإقليمي بشكل كبير. وعلى صعيد آخر، تلقت الدفاعات الجوية الإيرانية ضربة موجعة في هجوم إسرائيلي خلال أكتوبر الماضي، مما جعل سماء إيران مكشوفة بشكل غير مسبوق.

انهيار اقتصادي وأزمات داخلية

إيران اليوم تعيش واحدة من أسوأ أزماتها الاقتصادية. الريال الإيراني يواصل الانهيار أمام الدولار، والتضخم تجاوز 30%، بينما تواجه البلاد عجزًا بنيويًا يُقدَّر بـ500 مليار دولار. وتفاقمت الأوضاع مع أزمة طاقة شتوية وانقطاعات يومية للكهرباء، إلى جانب مستويات تلوث خانقة دفعت سكان طهران إلى حالة إغلاق شبيهة بفترة جائحة كورونا.

تصاعد الغضب الشعبي

الشعب الإيراني، الذي يعاني من ضغوط اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة، يبدو أقرب من أي وقت مضى إلى الانتفاض ضد النظام. يرى الكاتب أن “الدم والغضب” قد يكونان المفتاح للإطاحة بالطغيان. ومع تفاقم الإذلال الوطني، بدأ الغليان يصل حتى إلى صفوف الحرس الثوري الإيراني، حيث انقلب بعض المتشددين الشباب على قياداتهم بسبب الفساد وسوء الإدارة.

الخوف من إسرائيل والهوس الأمني

أصبحت إيران غارقة في هواجس أمنية بعد سلسلة من الهجمات الإسرائيلية التي طالت منشآتها الاستراتيجية. قادة النظام باتوا يشكون في كل شيء: هل تجسس الموساد على أجهزة الاتصال؟ هل مخابئهم آمنة؟ وفي ظل هذا القلق المتصاعد، أصبحت تصريحات نتنياهو بأن “إيران ستكون حرة” تثير الذعر في طهران.

هل يقترب الحسم؟

يختتم الكاتب بأن النظام الإيراني أصبح أضعف من أي وقت مضى، وسط تحديات داخلية وخارجية متصاعدة. وبينما يحلم الشعب الإيراني بالحرية، يبقى السؤال: إلى متى يمكن للنظام أن يصمد أمام هذه العواصف المتتالية؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى