Podcast Icon
سياسة

إسرائيل وتوسيع النفوذ.. هل تتحول التدخلات المؤقتة إلى وجود دائم؟

توسع عسكري إسرائيلي في مناطق غير خاضعة لسيادتها

يؤكد الكاتب الإسرائيلي يونا جيريمي بوب أن الشرق الأوسط يشهد تحولًا استراتيجيًا مع نشر الجيش الإسرائيلي قواته في ثلاث مناطق لا تخضع لسيادتها المباشرة، وهي سوريا وغزة ولبنان، إلى جانب وجوده الطويل في الضفة الغربية. ويرى أن هذه التحركات العسكرية تشكل معادلة جديدة تفرض على إسرائيل إعادة تقييم استراتيجياتها المستقبلية.

الوجود الإسرائيلي في سوريا.. خطوة مؤقتة أصبحت واقعًا

في حديثه عن سوريا، يشير بوب، وهو كبير المراسلين العسكريين ومحلل الاستخبارات في صحيفة “جيروزاليم بوست”، إلى أن إسرائيل لم تكن تخطط لنشر قواتها داخل الأراضي السورية، لا سيما في فترة نظام الأسد.

لكنه يوضح أن التحرك الإسرائيلي داخل سوريا في السابع والثامن من ديسمبر (كانون الأول) جاء بشكل مفاجئ بهدف منع أي “غزو مفاجئ” محتمل. ورغم أن التوقعات الأولية أشارت إلى أن هذا الانتشار سيكون قصير الأمد، فإن عوامل عدة ساهمت في استمراره، أبرزها بطء إعادة ترتيب الأوضاع في سوريا، وضعف الضغط الدولي على إسرائيل للانسحاب.

غزة.. بين الانسحاب والوجود الأمني طويل الأمد
وفيما يتعلق بغزة، يطرح بوب تساؤلًا مهمًا: هل تتجه إسرائيل نحو وجود غير محدد داخل القطاع؟ فعلى الرغم من أن اتفاقيات إسرائيل مع حماس تضمنت انسحابًا كاملاً للقوات الإسرائيلية، فإن تل أبيب، بدعم من إدارة ترامب، تسعى أولًا إلى التخلص من حكم حماس قبل أي انسحاب شامل.

ويشير الكاتب إلى أن السيناريو الحالي قد يؤدي إلى احتفاظ إسرائيل بمحيط أمني داخل غزة يتراوح بين 700 و1100 متر، وهو ما يمنح المجتمعات الإسرائيلية القريبة من القطاع إحساسًا أكبر بالأمن. ومع ذلك، فإن استمرار الوجود العسكري الإسرائيلي دون اعتراف دولي قد يعرّض الجنود الإسرائيليين لمخاطر قانونية، مثل الملاحقات في المحكمة الجنائية الدولية، خاصة إذا وقعت احتجاجات شعبية فلسطينية غير مسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي.

حزب الله.. التهديد الذي فقد أولويته؟
قبل هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، كان حزب الله يُعد التهديد الأكبر لإسرائيل، لكن الكاتب يرى أن المعادلة تغيرت، إذ باتت إسرائيل تدير وجودًا عسكريًا في خمس نقاط صغيرة داخل الأراضي اللبنانية. ويعتقد بوب أن حزب الله، رغم قدراته العسكرية، أصبح أكثر حذرًا في ردوده، خاصة مع اغتيال إسرائيل بعض قادته المتورطين في تهريب الأسلحة.

ويضيف أن حزب الله اليوم لديه ما يخسره أكثر من أي جهة أخرى، وعلى عكس حماس، لا يمتلك ورقة رهائن يساوم بها إسرائيل. لكنه يحذر من أن ثقة التنظيم قد تنمو مجددًا، مما يجعل تلك المواقع الإسرائيلية داخل لبنان سلاحًا ذا حدين، إذ قد تردع أي هجوم محتمل، لكنها في الوقت ذاته قد تشكل مبررًا لتصعيد عسكري جديد.

تحولات استراتيجية.. هل تتحول التدخلات المؤقتة إلى وجود دائم؟

يرى الكاتب أن السياسة الإسرائيلية تجاه هذه المناطق الثلاث (سوريا، غزة، ولبنان) قد تكون دخلت مرحلة جديدة، حيث لم يعد الحديث فقط عن ضربات عسكرية محدودة أو عمليات وقائية، بل عن وجود عسكري يمكن أن يستمر لفترات غير محددة. ويبقى التساؤل مفتوحًا: هل ستنجح إسرائيل في إدارة هذا الوجود دون الانزلاق إلى مستنقع استنزاف طويل الأمد؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى