Podcast Icon
سياسة

إسرائيل على صفيح ساخن: جنرالات وأحزاب في مواجهة “حرب نتنياهو للبقاء”

تشهد إسرائيل أزمة غير مسبوقة، وصلت إلى ذروتها مع مطالبة 25 جنرالاً من قادة الأجهزة الأمنية السابقين، ببدء إجراءات قانونية لعزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، متهمين إياه بـ”التفريط بالأمن القومي” و”الدوس على القانون”. جاء ذلك وسط تصعيد سياسي وشعبي، رد عليه نتنياهو بالدعوة إلى جلستين حكوميتين لإقالة رئيس جهاز الشاباك رونين بار والمستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا.

في المقابل، أطلق الجنرالات حملة احتجاج واسعة ضد هذه الإقالات، معتبرين أنها “تهدد أمن إسرائيل”، وأقاموا خيمة اعتصام أمام وزارة الدفاع في تل أبيب، فيما اجتذبت المظاهرات نحو 40 ألف شخص في مدن عدة، أبرزها تل أبيب والقدس وبئر السبع وحيفا، مسجلة أضخم احتجاجات منذ حرب 7 أكتوبر 2023.

تصعيد غير مسبوق

شهدت الشوارع مسيرات لآلاف المحتجين، امتدت من تل أبيب إلى القدس، قاطعة شريان المواصلات الرئيسي. وأقيمت خيمة اعتصام أخرى أمام المقر الرسمي لنتنياهو، بمشاركة قادة بارزين، منهم غادي آيزنكوت، وبيني غانتس، ورئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك.

اتهم باراك نتنياهو بأنه اختار “تنفيذ تعهداته لليمين المتطرف على حساب إعادة المخطوفين”، مشيراً إلى أن قراراته تأتي استجابة لطلبات إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش لضمان استمرار الائتلاف الحاكم.

اتهامات بالخيانة وديكتاتورية زاحفة

رئيس الموساد الأسبق، تامير باردو، وصف يوم 18 مارس بأنه “يوم أسود”، مؤكداً أن ما يجري “ليس حرب إسرائيل، بل حرب نتنياهو من أجل بقائه”. وأضاف: “نتنياهو يشكل خطراً فورياً وواضحاً على أمن الدولة. إنه رجل بلا ضمير، بلا بوصلة، ولن ننسى ولن نسامح”.

رئيس الشاباك الأسبق، عامي أيالون، دعا إلى العصيان المدني، قائلاً: “عندما تخرق الحكومة القانون، فالديمقراطية تعني أن الشعب هو من يقرر، وليس الحكومة”. فيما اتهم روني الشيخ، المفتش العام السابق للشرطة، الحكومة بفرض قيود على عمل الأجهزة الأمنية ومنعها من أداء مهامها إذا لم تخدم مصالح نتنياهو.

عائلات الأسرى: نتنياهو فتح أبواب الجحيم

عيناف تسنغاوكر، والدة الجندي الأسير متان، صرّحت بغضب: “نتنياهو فتح أبواب الجحيم على الرهائن، لا يمكن إنقاذهم إلا بصفقة شاملة واحدة. الحرب لن تعيدهم، بل ستقتلهم”. ودعت لتصعيد الاحتجاجات قائلة: “إذا نصب آلاف الإسرائيليين الخيام حول مقر وزارة الأمن في تل أبيب، لن يكون أمام نتنياهو خيار سوى إنهاء الحرب وإعادة الرهائن”.

معركة بقاء

تصف المعارضة ما يجري بأنه “حملة تطهير سياسية” تستهدف القضاء والأجهزة الأمنية. ووفق المحلل السياسي عميت بيخر، “الهدف الأسمى للحكومة هو القضاء على الديمقراطية، وما يجري عملية ديكتاتورية واضحة”.

في المقابل، يتهم أنصار نتنياهو قادة الاحتجاجات بأنهم “يحاولون إسقاط حكومة منتخبة عبر الشارع”، محذرين من أن استمرار التصعيد قد يدفع إسرائيل إلى حافة حرب أهلية، في وقت تخوض فيه حرباً على ست جبهات.

الأزمة مستمرة، والشارع الإسرائيلي يغلي، بينما يتمسك نتنياهو بكرسيه محاطاً بتحالف من اليمين المتطرف. يبقى السؤال: إلى متى يمكنه الصمود أمام هذا الطوفان الشعبي والسياسي؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى