ولي العهد السعودي ومفتاح التهدئة في الشرق الأوسط: ضغط دبلوماسي لحل الدولتين

أكدت الكاتبة والمحللة السياسية الفرنسية، أليكساندرا شوارتزبرود، أن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، يمتلك الدور المحوري في تهدئة الأوضاع في الشرق الأوسط، والحد من التصعيد المتفاقم في المنطقة، من خلال الضغط لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وفي حديثها على قناة “Public Sénat” الفرنسية، أشارت شوارتزبرود إلى أن ولي العهد السعودي هو الشخصية الوحيدة القادرة على التأثير على الولايات المتحدة وإسرائيل، وذلك من خلال استخدام ورقة إقامة العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب، مقابل التزام واضح بإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة، وفقًا لحل الدولتين.
وأضافت أن السعودية، بفضل نفوذها السياسي والاقتصادي، تمتلك الأدوات التي تمكّنها من الضغط على واشنطن وتل أبيب لدفع مسار السلام إلى الأمام، مؤكدة أن المملكة يمكنها توظيف قوتها النفطية للتأثير في القرارات الدولية، قائلة: “السعودية لديها القدرة على الضرب على الطاولة، والقول لنتنياهو وترامب: كفى عبثًا، لنبدأ حديثًا جادًا عن إقامة دولة فلسطينية مستقلة”.
الموقف السعودي الثابت من القضية الفلسطينية
في السياق ذاته، جدّدت وزارة الخارجية السعودية، عبر بيان رسمي صدر يوم الأحد الماضي، موقف المملكة التاريخي والثابت في دعم الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، مؤكدة رفضها القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو المساس بحقوقهم، وداعية إلى تنفيذ حل الدولتين، وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية.
وفي بيان آخر صدر يوم الأربعاء، شدّدت الرياض على أن “المملكة العربية السعودية لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون قيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية”، مؤكدة أن هذا الموقف تم إعلانه بوضوح من قبل ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، خلال خطابه أمام مجلس الشورى في 18 سبتمبر 2024، وكذلك خلال القمة العربية الإسلامية التي انعقدت في الرياض في 11 نوفمبر 2024.
نفوذ سعودي وتأثير متصاعد في المنطقة
تأتي هذه التصريحات في ظل دور متنامٍ للمملكة العربية السعودية في المشهد السياسي الإقليمي، حيث يُنظر إلى الرياض على أنها أحد اللاعبين الرئيسيين القادرين على التأثير في مسار الأحداث، خاصة في ظل علاقاتها القوية مع الولايات المتحدة، وامتلاكها أدوات اقتصادية ودبلوماسية تجعلها قادرة على فرض رؤيتها لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
ويرى محللون أن الموقف السعودي الصارم تجاه القضية الفلسطينية يعكس رغبة حقيقية في إيجاد حل مستدام، يضمن للفلسطينيين حقوقهم المشروعة، ويضع حدًا لحالة عدم الاستقرار التي تشهدها المنطقة. كما أن الضغط السعودي على إسرائيل والولايات المتحدة قد يكون المفتاح الحقيقي لتحقيق تقدم ملموس في ملف حل الدولتين، لا سيما مع تزايد التوترات الإقليمية التي تجعل الحاجة إلى تسوية سياسية أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.