Podcast Icon
سياسة
أخر الأخبار

نزوح متجدد في غزة.. مأساة مستمرة بلا نهاية قريبة

مع استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، تعود مأساة النزوح لتلقي بظلالها الثقيلة على المدنيين، الذين لم يكدوا يلتقطون أنفاسهم بعد هدنة استمرت بضعة أسابيع.

النزوح هذه المرة يأتي في سياق أكثر تعقيدًا، حيث تفرض إسرائيل مناطق قتال جديدة، وتجبر الآلاف على مغادرة منازلهم تحت القصف، تاركين وراءهم بقايا حياة بالكاد استعادوها بعد 15 شهرًا من النزوح المستمر.

“سكاي نيوز عربية” رصدت معاناة الغزيين مع عودة الحرب مرة أخرى..

رحلة لا تنتهي

تشير مشاهد النزوح الجماعي إلى أن الأوضاع في غزة لم تعد تحتمل المزيد من التهجير. المناطق الشمالية، التي شهدت هدوء نسبيًا خلال فترة التهدئة، عادت لتكون خالية من السكان، فيما تعج الطرقات بمواكب الفارين من الموت، وسط غياب أي ضمانات لوجهة آمنة.

عمار أبو هاني، أحد النازحين من شمال غزة، عاد إلى منزله فور دخول الهدنة حيز التنفيذ، ليبدأ رحلة إعادة بناء حياته رغم الظروف الصعبة، لكنه لم يهنأ بذلك طويلًا.

ويقول: “لم يكن لدي خيار، عدت وجمعت ما يمكنني جمعه من بقايا الحياة، لكن فجأة أعلنت إسرائيل بيت لاهيا منطقة قتال، فاضطررت إلى الفرار مجددًا، تاركًا ورائي كل شيء”، مضيفًا أن الوضع أصبح أشد قسوة من المرات السابقة، إذ لم يعد هناك أي أمل في الاستقرار القريب.

صراع البقاء وسط الانهيار

حالة خالد دياب، النازح من حي الشجاعية، لا تختلف كثيرًا، حيث اضطر للفرار مع عائلته نحو مستشفى الشفاء في غرب غزة، قبل أن يبدأ التفكير في رحلة نزوح جديدة إلى منطقة المواصي.

لكنه يشير إلى أن الوضع بات أكثر تعقيدًا مما كان عليه قبل 15 شهرًا، حيث لم تعد هناك مناطق آمنة تمامًا، وجميع مناطق القطاع تعاني من نقص حاد في الاحتياجات الأساسية.

“نزوحنا ليس خيارًا، لكنه مفروض علينا. نحن عالقون بين القصف والجوع، ولا نعرف إلى متى سيستمر هذا الوضع”، يقول دياب.

في المقابل، تتحدث خولة دغمش عن تجربتها القاسية في النزوح، إذ اضطرت للفرار ليلًا من حي الشجاعية تحت وابل من القذائف.

وتقول: “إسرائيل تدفعنا للنزوح بشكل متكرر وكأننا ورقة ضغط لتحقيق أهدافها. لم يعد بإمكاننا توفير الماء أو الطعام، ومع ذلك لا أحد يهتم بمعاناتنا”.

نزوح ممنهج أم سياسة ضغط؟

منذ اندلاع الحرب، أجبرت إسرائيل نحو مليوني شخص في غزة على النزوح، خاصة نحو منطقة المواصي غربي القطاع، في ظل حصار مشدد وانعدام أدنى مقومات الحياة.

ويرى مراقبون أن النزوح المتكرر بات وسيلة ضغط تستخدمها إسرائيل في إطار استراتيجيتها العسكرية، إذ يتم تحويل مناطق كاملة إلى ساحات قتال غير صالحة للحياة، مما يجبر سكانها على المغادرة.

لكن في المقابل، تتزايد مقاومة السكان لموجات النزوح الجديدة. فمع ارتفاع الكلفة الإنسانية، بدأ البعض يرفض مغادرة غزة مهما كانت الظروف. تعكس كلمات دغمش هذا التوجه بوضوح: “سئمنا التهجير، لن نغادر غزة مجددًا، حتى لو كان الثمن حياتنا”.

مستقبل غامض

في ظل عدم وجود أي بوادر لحل سياسي قريب، يبقى سكان غزة عالقين بين آلة الحرب وحلم العودة إلى بيوتهم المدمرة. وفيما تستمر العمليات العسكرية، تتصاعد المخاوف من أن يصبح النزوح المستمر واقعًا دائمًا، يفرض نفسه على جيل جديد نشأ على التهجير والمعاناة، في انتظار مصير لا يزال مجهولًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى