Podcast Icon
سياسة

أوهام القوة: تركيا وسوريا بين الطموح والواقع

تناولت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تطورات المشهد السوري والدور التركي المتصاعد فيه، وذلك في تحليل للكاتب سيمون والدمان، الأستاذ الزائر في كينغز كوليدج لندن. ركز التحليل على طموحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي يبدو أنه يسعى لترسيخ نفوذ تركيا كقوة إقليمية كبرى في سوريا.

الهيمنة التركية في سوريا: طموح أم وهم؟

يرى الكاتب أن أردوغان يعتبر أن سقوط نظام بشار الأسد فتح الباب أمام تركيا لتصبح القوة الرئيسية في الشرق الأوسط، حيث يتحدث علنًا عن “نفوذ غير مسبوق” لتركيا في سوريا. هذه التصريحات تترافق مع وعود بإعادة الإعمار، والسيطرة شبه الكاملة على شمال سوريا، ومحاولة سحق الأكراد أو استقطابهم.

مخاطر الرؤية الطموحة

يشير التقرير إلى أن هذه الطموحات التركية تواجه تحديات خطيرة. تصريحات أردوغان “المبالغ فيها”، مثل زعمه أن “رسالة تركيا العظيمة” تتجاوز حدودها الحالية، تلقى ترحيبًا شعبيًا، لكنها تفتقر إلى أسس واقعية. ومع الاضطرابات الاقتصادية التي تمر بها تركيا، تبدو هذه التصريحات محاولة لتعزيز الروح المعنوية للجماهير.

الدور التركي الملتبس

في الوقت نفسه، تبرز تركيا في المشهد السوري بوجهين متناقضين. فمن جهة، هناك قنوات سرية لدعم هيئة تحرير الشام، التي تُعتبر رسميًا كيانًا إرهابيًا. ومن جهة أخرى، تحافظ تركيا على مسافة علنية لتجنب تبعات الارتباط المباشر بهذه الجماعة. أما الجيش الوطني السوري، وهو القوة المسلحة المدعومة من أنقرة، فيتكون من فصائل متنوعة، بعضها متهم بانتهاكات حقوق الإنسان وتهجير الأكراد قسريًا.

الأهداف التركية المستقبلية

بحسب الكاتب، فإن أردوغان يأمل أن تكون تركيا المستفيد الأكبر من إعادة الإعمار في سوريا بعد استقرار الوضع هناك. يتوقع أن تفوز الشركات التركية بمناقصات كبرى في دمشق، وأن يعود ملايين اللاجئين السوريين المقيمين حاليًا في تركيا إلى بلادهم، وهو هدف استراتيجي لحكومته.

الواقع يفوق التوقعات

لكن الواقع على الأرض أكثر تعقيدًا مما تصوره الخطابات السياسية. فالتحديات الأمنية والاقتصادية والسياسية تجعل تحقيق الطموحات التركية في سوريا أمرًا صعبًا. ومع ذلك، تستمر أنقرة في لعب دورها الحاسم في صياغة مستقبل البلاد، وسط مخاوف من أن تتحول طموحاتها إلى عبء جديد على المنطقة.

يبدو أن طموحات تركيا في سوريا تعكس مزيجًا من الأهداف الاستراتيجية والأوهام السياسية. وبينما يسعى أردوغان لتوسيع نفوذ بلاده، يبقى السؤال: هل تستطيع أنقرة تحقيق رؤيتها في ظل التحديات المتصاعدة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى