Podcast Icon
سياسة

كيف استخدمت حماس وسائل التواصل الاجتماعي لضرب الجيش الإسرائيلي؟

نشرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية تحقيقاً يكشف تفاصيل جديدة عن هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، موضحة كيف تمكنت حركة حماس من استغلال منشورات جنود الجيش الإسرائيلي على وسائل التواصل الاجتماعي لتحديد مواقع حساسة داخل قاعدة “ناحال عوز”، مما أدى إلى تدمير وحدات عسكرية بالكامل، وقتل 53 جندياً، وأسر 10 رهائن.

ثغرة أمنية قاتلة: كيف مكّنت وسائل التواصل الاجتماعي حماس من التخطيط للهجوم؟

أشارت الصحيفة إلى أن الجنود الإسرائيليين تركوا بصمات رقمية عبر صور التقطوها داخل القاعدة أو بالقرب منها، سواء في يومهم الأول أو الأخير بالخدمة، دون إدراك أن هذه المنشورات توفر معلومات ثمينة.

خلص التحقيق الرسمي الذي أجراه الجيش الإسرائيلي إلى أن حماس لم تكن بحاجة إلى زرع أي جواسيس داخل القاعدة، حيث وفرت هذه الصور معلومات دقيقة عن:
مواقع المولدات وكاميرات المراقبة.
الغرف الآمنة ومسارات تحرك الدوريات.
أماكن نوم القادة العسكريين.
غرفة التنسيق ومواقع الدفاعات.

وبحسب وثيقة سرّية لحماس، فإن نجاح الحركة في تدمير القاعدة بسرعة كان سيؤدي إلى انهيار قدرة الجيش الإسرائيلي على تنظيم دفاع فعال في المنطقة.

تفاصيل الهجوم: ثلاث موجات متتالية
قسّمت حماس هجومها على “ناحال عوز” إلى ثلاث مراحل رئيسية، حيث أطلقت نحو 65 صاروخاً بين الساعة 6:30 و7:05 صباحاً، مما أربك القوات الإسرائيلية ومهّد لعملية الاقتحام:

الموجة الأولى (6:30 صباحاً): شارك فيها نحو 65 عنصراً من حماس، مستغلين حالة الفوضى الناتجة عن القصف الصاروخي.
الموجة الثانية (9:00 صباحاً): ضمت نحو 50 عنصراً، مستهدفة تعزيزات الجيش الإسرائيلي التي وصلت بعد الهجوم الأول.
الموجة الثالثة (10:00 صباحاً): كانت الأكبر، بمشاركة حوالي 100 عنصر، مما عزز سيطرة حماس على القاعدة.
أشارت الصحيفة إلى أن القوات الإسرائيلية حاولت تنظيم دفاعاتها على سور القاعدة، لكن حماس كانت على دراية مسبقة بتحركاتها، ما جعلها في وضع غير مؤات أمام المهاجمين. كما أن الهجوم المتزامن من جهتين أجبر الجنود على تقسيم دفاعاتهم، مما زاد من ضعفهم.

غياب الدور الفعّال للدبابات
أحد أبرز الإخفاقات التي كشفها التحقيق هو عدم استخدام الدبابات بفعالية. وبحسب جيروزاليم بوست، فإن الدبابات كانت متوقفة ولم يتم تشغيلها في الوقت المناسب، مما منع استخدامها في صد الهجوم قبل وصول مقاتلي حماس إلى داخل القاعدة.

نتائج الكارثة: خسائر فادحة في صفوف الجيش الإسرائيلي
تسبب الهجوم في خسائر جسيمة، حيث قُتل 53 جندياً، بينهم 16 من المراقبات الميدانيات، اللواتي تعرض بعضهن للقتل حرقاً عندما أضرمت حماس النار في المبنى الذي كنّ فيه. بينما تمكن ضابطان وخمسة جنود من الفرار عبر كسر نافذة الحمام والتسلل خارج المبنى المحترق.

هل يغيّر الجيش الإسرائيلي سياسته الأمنية؟
أثار هذا الكشف صدمة داخل الأوساط العسكرية الإسرائيلية، حيث بات من الواضح أن الاستخدام غير المنضبط لوسائل التواصل الاجتماعي قد لعب دوراً محورياً في نجاح الهجوم.

قد يدفع هذا الحدث الجيش الإسرائيلي إلى إعادة النظر في سياسات أمن المعلومات لمنع تكرار مثل هذه الاختراقات مستقبلاً، خصوصاً في ظل استمرار التهديدات الأمنية المتزايدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى