Podcast Icon
سياسة
أخر الأخبار

تهجير الفلسطينيين.. ماذا وراء تصريحات ترامب؟

أثارت تصريحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأردن ومصر موجة من الجدل الإقليمي والدولي.

هذه التصريحات أعادت إلى الواجهة قضايا التهجير القسري، وحل الدولتين، ومستقبل القضية الفلسطينية.

وفي ظل اتهامات للإدارة الأمريكية بتجاهل الحلول السلمية والتركيز على “الصفقات السياسية”، يبحث تقرير نشره موقع “سكاي نيوز عربية” مواقف الأطراف المختلفة، معتمدًا على تحليلات خبراء بارزين مثل سمير التقي، الباحث في مركز الشرق الأوسط بواشنطن، وأستاذ القانون الدولي عامر فاخوري، بالإضافة إلى الكاتب الإسرائيلي إيلي نيسان والخبير في الشؤون الإسرائيلية صبحي عسيلة.

فقد أشار ترامب، في تصريح مثير للجدل، إلى تهجير نحو 1.5 مليون فلسطيني من غزة، واصفًا الخطة بأنها “تطهير لغزة”.

جاءت هذه التصريحات بالتزامن مع اتفاقات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، مما أثار تساؤلات حول أهدافها الحقيقية.

سمير التقي، الباحث في مركز الشرق الأوسط، قال إن تصريحات ترامب تمثل محاولة “لتنصل الإدارة الأمريكية من حل الدولتين”،

موضحًا أن السياسة الأمريكية في هذا السياق تبدو وكأنها تسعى لتحويل الفلسطينيين إلى عبء على دول الجوار عبر تصدير الأزمات بالتعاون مع اليمين الإسرائيلي المتطرف.

الأردن ومصر.. رفض واضح:

ردود الفعل الإقليمية كانت حاسمة، إذ رفضت كل من الأردن ومصر بشكل قاطع فكرة التهجير.

وشدد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي على أن “المملكة ترفض تمامًا تهجير الفلسطينيين”، مؤكدًا التزام الأردن بحل الدولتين كحل عادل ودائم.

من جانبه، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن تهجير الفلسطينيين إلى مصر يعد “خطًا أحمر”، مشيرًا إلى أن إخراج الفلسطينيين من أراضيهم يعني القضاء على حقهم في العودة، وهو ما يهدد جوهر القضية الفلسطينية.

ويرى الخبير في الشؤون الإسرائيلية، صبحي عسيلة، أن هذه المواقف تعكس إدراك الدول العربية لمخاطر التهجير القسري على الأمن القومي لكل من مصر والأردن، مشيرًا إلى أن الضغوط الاقتصادية والسياسية التي تواجهها مصر لم تغير موقفها الثابت من القضية الفلسطينية.

أمريكا في مرمى الانتقادات الدولية:

وصف أستاذ القانون الدولي، عامر فاخوري، تصريحات ترامب بأنها “غير مسؤولة”، مشيرًا إلى أن أي محاولة لتهجير الفلسطينيين ستواجه رفضًا قاطعًا من الأطراف الإقليمية والدولية.

وأضاف فاخوري أن الإدارة الأمريكية، سواء الحالية أو السابقة، تتبنى مواقف تتعارض مع مصالح المنطقة، مما يعكس فجوة بين سياساتها والتطورات على أرض الواقع.

وفي السياق ذاته، أوضح الباحث الإسرائيلي إيلي نيسان أن تصريحات ترامب تأتي في إطار محاولات لإحياء “صفقة القرن”، التي فشلت بسبب المعارضة العربية والفلسطينية.

وأكد نيسان أن إسرائيل نفسها قد لا تكون معنية بزعزعة استقرار الأردن ومصر، لأن ذلك قد يؤدي إلى تداعيات كارثية على المنطقة بأكملها.

إسرائيل واليمين المتطرف:

تشير التحليلات إلى أن التوجهات الإسرائيلية تحت قيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تركز على إنهاء وجود الفلسطينيين في المنطقة، بدعم من سياسات اليمين المتطرف.

ويرى صبحي عسيلة أن هذه السياسات تمثل “قنبلة موقوتة”، محذرًا من أن استمرار تجاهل حل الدولتين سيؤدي إلى تصعيد خطير في المستقبل.

الدوري الأمريكي.. دور محدود وتأثير متراجع:

ويرى سمير التقي أن الدور الأمريكي في المنطقة يشهد تراجعًا كبيرًا، إذ لم تعد واشنطن قادرة على فرض سياساتها كما كانت في الماضي.

وأشار إلى أن اعتماد الإدارة الأمريكية المتزايد على التحالف مع إسرائيل يضعف موقفها كوسيط محايد في الصراع.

أما فاخوري، فقد أكد أن هذه السياسة الأمريكية تعكس تغيرًا في الاستراتيجية، مع التركيز على تحقيق مكاسب آنية على حساب الحلول المستدامة، مما يؤدي إلى مزيد من التعقيد في المنطقة.

في النهاية؛ تعكس تصريحات ترامب نهجًا سياسيًا مثيرًا للجدل يعتمد على الصفقات دون اعتبار للتبعات الإنسانية والسياسية. ومع الرفض القاطع من الأردن ومصر لهذه التصريحات، يبقى التساؤل حول مدى قدرة الدول العربية والمجتمع الدولي على التصدي لهذه السياسات، وهل يمكن للضغوط الإقليمية أن تجبر واشنطن على التراجع؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى