Podcast Icon
سياسة
أخر الأخبار

الهجوم على مستشفى ناصر في غزة.. بين الاستهداف العسكري والأزمة الإنسانية

تصاعدت حدة العمليات العسكرية في قطاع غزة مع استهداف الجيش الإسرائيلي لمجمع ناصر الطبي، أكبر مستشفى في جنوب القطاع، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، بينهم قيادي بارز في حركة حماس.

هذه الضربة تأتي في سياق عمليات عسكرية مكثفة تثير تساؤلات حول الاستراتيجية الإسرائيلية والأوضاع الإنسانية في غزة.

استهداف مباشر ودمار واسع

بحسب مصادر طبية فلسطينية وشهود عيان، أسفر الهجوم عن مقتل إسماعيل برهوم، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، إلى جانب أربعة فلسطينيين آخرين على الأقل، فيما اندلع حريق كبير في مبنى الجراحة داخل المستشفى، ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات.

وأكد الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن الضربة، مشيرًا إلى أنه استهدف عنصرًا في حماس كان يعمل في المستشفى.

استئناف القتال وارتفاع أعداد الضحايا

يأتي هذا القصف في ظل استئناف إسرائيل عملياتها العسكرية المكثفة على غزة، بعد انتهاء وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي، ما أدى إلى مقتل المئات خلال أيام قليلة.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت أن عدد القتلى الفلسطينيين منذ بدء الحرب تجاوز 50 ألف شخص، في واحدة من أكثر الصراعات دموية في العقود الأخيرة.

من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه “صفّى” عشرات المسلحين” منذ انتهاء الهدنة، مشيرًا إلى أن غاراته الجوية استهدفت مواقع يُعتقد أنها تحوي عناصر مسلحة، لكن ذلك لم يمنع وقوع عدد كبير من الضحايا المدنيين.

ما وراء استهداف المستشفى؟

يعد استهداف المنشآت الطبية خلال النزاعات انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني، إلا أن إسرائيل تبرر هجماتها على مستشفيات غزة بادعاءات استخدامها من قبل الفصائل المسلحة كمراكز عمليات.

لكن على الجانب الآخر، يواجه الجيش الإسرائيلي اتهامات متزايدة بتكثيف عملياته دون تمييز، ما يؤدي إلى خسائر بشرية هائلة بين المدنيين، خصوصًا أن مستشفى ناصر كان يعج بالجرحى والمرضى نتيجة القصف المستمر على مناطق جنوب القطاع.

هل تتجه إسرائيل نحو اجتياح بري؟

بحسب صحيفة وول ستريت جورنال، يعتزم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وفريقه الأمني الجديد تنفيذ عملية عسكرية برية واسعة النطاق في غزة، بهدف احتلال أجزاء من القطاع للقضاء على القدرات القتالية لحماس.

هذا السيناريو يفتح الباب أمام مواجهة أكثر تعقيدًا، حيث يمكن أن يؤدي إلى تصعيد إقليمي أوسع، في ظل التحذيرات الدولية من كارثة إنسانية غير مسبوقة.

ومع استمرار القصف الإسرائيلي واستهداف المنشآت الحيوية، تتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، حيث يعيش السكان بين الموت تحت القصف أو في ظل نقص حاد في الخدمات الطبية والإمدادات الأساسية. وفي ظل غياب أي أفق سياسي لحل الأزمة، تبقى التساؤلات مفتوحة حول ما إذا كانت هذه العمليات ستؤدي فعلًا إلى إنهاء قوة حماس، أم أنها ستغذي مزيدًا من الغضب والتصعيد في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى