Podcast Icon
سياسة

حماس وتكتيكات التجنيد خلال الحرب: كيف أُعيد بناء القدرات العسكرية في ظل المعارك؟

نشرت صحيفة “الشرق الأوسط” تقريرًا مفصلاً عن أساليب حركة “حماس” في تجنيد المقاتلين وتدريبهم خلال الحرب على غزة التي استمرت 15 شهرًا، حيث أظهرت الحركة قدرة ملحوظة على تعزيز صفوفها رغم التصعيد العسكري المكثف. وقد أكد وزير الخارجية الأميركي السابق، أنتوني بلينكن، في تصريحاته الأخيرة، أن الحركة تمكنت من استعادة قوتها القتالية عبر تجنيد “آلاف المقاتلين الجدد”، وهي خطوة وصفها البعض بأنها تعكس استمرار التحديات الأمنية والسياسية في غزة.

آلاف المجندين خلال الحرب
أبو عبيدة، الناطق باسم “كتائب القسام”، أعلن في يوليو الماضي أن الحركة تمكنت من تجنيد “آلاف المقاتلين الجدد”، بالإضافة إلى تأهيل قدراتها العسكرية. وقال: “قمنا بإعادة تدوير مخلفات العدو، تجهيز الكمائن، وتصنيع العبوات والقذائف لتعزيز قدراتنا في مواجهة العدوان”.

وفي تأكيد من الجانب الأميركي، صرح بلينكن بأن “حماس” جندت عددًا يعادل تقريبًا خسائرها البشرية خلال الحرب، مشيرًا إلى أن هذا التجنيد يبرز قدرة الحركة على التأقلم واستمرار المعارك رغم الضغوط.

وثائق التدريب العسكري في جباليا
في مخيم جباليا شمال غزة، عُثر على مطويات عسكرية تابعة لـ”كتائب القسام” تحمل عنوان “سلاح ضد الدروع – لواء الشمال”، وتضمنت تفاصيل دقيقة حول استخدام الأسلحة والقذائف الموجهة، مثل قذائف RBG، وقذيفة PG-7V، وقذائف أخرى مصممة لمهاجمة الآليات الإسرائيلية، بما فيها دبابة الميركافا.

المصادر التابعة لـ”حماس” أوضحت للصحيفة أن هذه المطويات كانت تُستخدم كمواد تدريبية لتأهيل المجندين الجدد بسرعة، نظرًا للحاجة الماسة لعناصر جديدة بعد استنزاف القوى الأساسية خلال المعارك.

عمليات التجنيد والتدريب
وفقًا للمصادر، اعتمدت “حماس” على تنظيم دورات عسكرية سريعة للمجندين الجدد، حيث تركزت على المهارات الأساسية مثل الرماية واستخدام الأسلحة الخفيفة. ومع ذلك، وُجه هؤلاء المجندون الجدد للعمل برفقة مقاتلين متمرسين لضمان فعالية العمليات الميدانية، خاصة في المناطق الأكثر سخونة مثل جباليا وبيت لاهيا.

وأشارت المصادر إلى أن هؤلاء المقاتلين أسهموا بشكل كبير في التصدي للعمليات الإسرائيلية المكثفة، والتي شملت استخدام تقنيات جديدة، مثل “الجدار الحديدي”.

معضلة إسرائيل: الفراغ السياسي
أثارت قدرة “حماس” على تعزيز صفوفها تساؤلات في الأوساط الإسرائيلية والأميركية حول استراتيجيات تل أبيب في التعامل مع غزة. بلينكن انتقد السياسة الإسرائيلية بشدة، موضحًا أن القضاء على “حماس” عسكريًا لن يكون ممكنًا دون وجود بديل سياسي للفلسطينيين.

وقال: “كل مرة تُعلن فيها إسرائيل تطهير مناطق شمال غزة، تعود (حماس) لتظهر من جديد. الفراغ السياسي هو ما يسمح لها بالنمو مجددًا”.

تعزيز النفوذ بعد الهدنة
بعد إقرار الهدنة الأخيرة، حرصت “حماس” على إبراز قوتها الميدانية والسياسية، حيث نفذت عملية تبادل رهائن تضمنت تحركات أمنية معقدة، تضمنت إشراك مركبات وهمية لتشتيت الانتباه وضمان نجاح العملية.

ويبدو أن هذه الاستراتيجية أكدت قدرة الحركة على المناورة الأمنية، ما يعزز صورتها أمام مؤيديها في الداخل والخارج.

أبعاد الحملة الإعلامية
نشطاء مقربون من “حماس” أطلقوا على المجندين الجدد لقب “مجندين 2024″، وهو تعبير يُظهر تحديًا للقدرات الإسرائيلية، خاصة في ظل تقديرات إسرائيلية تشير إلى أن عدد المجندين الجدد قد يصل إلى 4,000 عنصر.

تحديات مستقبلية
رغم انتقادات الولايات المتحدة لإسرائيل، يظل السؤال مطروحًا حول مدى فعالية أي استراتيجية دولية لتحقيق الاستقرار في غزة. فالحرب على القطاع لم تسفر فقط عن خسائر بشرية فادحة، بل أعادت تشكيل ديناميكيات الصراع.

ويشير المحللون إلى أن استمرار تجاهل الأفق السياسي للفلسطينيين سيبقي الوضع مرشحًا لمزيد من التصعيد، حيث تظهر “حماس” قدرتها على التكيف مع أي واقع ميداني، مستغلة غياب الحلول السياسية لإنشاء بيئة داعمة لتعزيز قوتها العسكرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى