Podcast Icon
سياسة

حماس وإسرائيل.. من حارس الأسوار إلى معركة الجبهات المتعددة

11 يوما من النار: البداية التي لم تكن النهاية
في مايو 2021، أطلقت إسرائيل عمليتها العسكرية “حارس الأسوار”، مستهدفة إضعاف حركة حماس وحلفائها في غزة، عقب وابل من الصواريخ ضرب منازل ومدارس إسرائيلية.

ورغم استمرار الحملة 11 يوماً، إلا أنها انتهت — مثل سابقاتها — دون تغيير جوهري: بقيت حماس في السلطة، متمسكة بغزة بقبضة حديدية، بل وخرجت أكثر إصراراً على الإعداد لمعارك جديدة.

تحول استراتيجي في عقلية حماس
كشف لورانس جاي. هاس، زميل أول في مجلس السياسة الخارجية الأمريكية، في مقاله بموقع “ناشيونال إنترست” أن المواجهة أحدثت تحولاً جذرياً داخل قيادة حماس.

ووفق وثائق مسربة، ترسخت قناعة لدى حماس بأن إسرائيل يمكن تدميرها — لم يعد ذلك “حلماً بعيد المنال”، بل هدفاً واقعياً.

بدأت الحركة، وفقاً لهاس، في تنسيق خطط هجومية مع “محور المقاومة” المدعوم من إيران، متشاورين مع حزب الله وطهران قبل هجوم 7 أكتوبر 2023.

ما بعد الهدنة: حماس تعيد بناء نفسها
بعد انتهاء هدنة الشهرين بين الطرفين، استعادت حماس قبضتها على غزة، لتبدأ إعادة بناء قدراتها العسكرية تحضيراً لجولة أخرى من القتال.

يشير تقرير مركز “مئير عاميت” للمعلومات حول الاستخبارات والإرهاب إلى أن إسرائيل قتلت نحو 20,000 من مقاتلي حماس منذ أكتوبر 2023، لكن الحركة جندت أكثر من 25,000 مقاتل جديد خلال الـ17 شهراً الماضية.

بجانب ذلك، ازدادت قوة حركة الجهاد الإسلامي — الحليف الاستراتيجي لحماس — لتضم أكثر من 5,000 مسلح، ما يعزز موقف المقاومة المسلحة في غزة.

نتنياهو: القضاء على حماس “حتمية استراتيجية”
في ظل هذه التطورات، يبقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو متمسكاً بشعاره: “القضاء على حماس” — ليس خياراً سياسياً، بل ضرورة وجودية لضمان أمن إسرائيل.

رغم التحذيرات من تصاعد الانتقادات الدولية بسبب خرق الهدنة، يرى نتنياهو أن ترك حماس تستعيد قوتها سيعني تكرار سيناريوهات أكثر دموية، مع قدرات عسكرية أكثر تطوراً.

وجاء ذلك متزامناً مع نشر كتائب القسام (الجناح العسكري لحماس) كتاباً استراتيجياً عقب “حارس الأسوار”، أعلن فيه أن “هزيمة العدو باتت في المتناول”، مؤكدين أن “تدمير إسرائيل” بات أقرب من أي وقت مضى.

“وعد الآخرة”: رؤية حماس لما بعد إسرائيل
في سبتمبر 2021، عقد يحيى السنوار، القيادي البارز في حماس، مؤتمراً بعنوان “وعد الآخرة: فلسطين بعد التحرير”، أعلن فيه “النصر بات قريباً”.

لم يكن المؤتمر مجرد خطاب تعبوي؛ بل حمل إشارات إلى أن حماس لم تعد تفكر بالدفاع فقط، بل تتبنى استراتيجية هجومية واسعة، تهدف إلى زعزعة استقرار إسرائيل على أكثر من جبهة.

خطط الحرب متعددة الجبهات: خارطة طريق المواجهة
في يونيو 2022، بعث السنوار برسالة إلى إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، يعرض فيها ثلاثة سيناريوهات هجومية:

الهجوم الواسع: تشارك فيه جميع عناصر “محور المقاومة” — باستثناء إيران — لضرب إسرائيل من غزة ولبنان والضفة الغربية.

التدخل الجزئي: تشن فيه حماس الهجوم الأساسي، مع مشاركة جزئية من حزب الله ومقاتلي الضفة الغربية.

الهجوم التدريجي: تبدأ فيه حماس وحدها، على أن ينضم حزب الله وجماعات أخرى تدريجياً.

بحلول أسابيع، وافقت قيادة حزب الله على السيناريو الأول — الهجوم الواسع.

حزب الله وحماس: أهداف توسعية رغم الضربات
رغم الضربات الإسرائيلية الموجعة لحماس وحزب الله خلال الأشهر الماضية، حذر تقرير “مئير عاميت” من أن استعادة حماس قوتها تعني عودة خططها الهجومية إلى الواجهة.

يرى التقرير أن التحالف بين حماس وحزب الله، بتمويل ودعم إيراني مباشر، قد يدفع الحركة إلى تسريع هجماتها، خاصة إذا شعرت بأن الظروف الإقليمية والدولية أصبحت أكثر ملاءمة.

صراع مفتوح بلا نهاية قريبة
يخلص الكاتب إلى أن القيادة الإسرائيلية، رغم خلافاتها الداخلية، تتفق على نقطة جوهرية:

“بقاء حماس في غزة، ناهيك عن ازدهارها، أمر غير مقبول استراتيجياً”.

وفي المقابل، تُدرك حماس أن الوقت في صالحها — فكل جولة جديدة تُضعف الردع الإسرائيلي، وتُقرب الحركة أكثر من فرض معادلة جديدة على الأرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى