Podcast Icon
سياسة

اتفاق الهدنة بين حماس وإسرائيل: صمود هش أم بوابة لحرب جديدة؟

مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة التبادل بين حماس وإسرائيل حيز التنفيذ يوم الأحد الماضي، وسط تأخر دام بضع ساعات، انقسمت الصحف العربية والإسرائيلية بين التفاؤل الحذر والتساؤلات حول استدامة الاتفاق وإمكانية عودة الحرب. وفي قلب هذه النقاشات، برزت تساؤلات حول الطرف الذي يتحكم في زمام الأمور، ومن يمكن اعتباره المنتصر أو الخاسر في صراع استمر 15 شهرًا، وأسفر عن عشرات الآلاف من القتلى والجرحى.

رؤية إسرائيلية.. “ثلاثة شروط غير قابلة للتفاوض”

في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، طرح المحلل رون بن يشاي ثلاث ركائز أساسية يراها حيوية لأمن إسرائيل واستمرارية المفاوضات المستقبلية.

إعادة جميع الرهائن
شدد بن يشاي على أن استعادة كل رهينة إسرائيلي أولوية مطلقة، حيث إن أي فشل في هذا الجانب سيؤثر سلبًا على التماسك الاجتماعي والمعنويات في إسرائيل. وأشار إلى أن إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين قد يكون ثمنًا مكلفًا، لكنه ضروري لضمان تحقيق “النصر العسكري” بصورة متكاملة.

نزع سلاح غزة
أكد الكاتب أن تفكيك البنية التحتية العسكرية لحماس، بما في ذلك الأنفاق والصواريخ، يُعد شرطًا أساسيًا لأي اتفاق مستدام. واقترح أن يتولى الجيش الإسرائيلي تنفيذ هذه المهمة في حال عدم قدرة المجتمع الدولي على تحقيقها. كما دعا إلى تقليص دور حماس في الحكم بغزة، مشيرًا إلى ضرورة تحويل تركيزها إلى العمل كمقاومة بدلاً من إدارة شؤون القطاع.

ضمان سرية عمليات الإفراج
يرى بن يشاي أن عمليات إطلاق سراح الرهائن يجب أن تتم بسرية بعيدًا عن الأضواء الإعلامية، إذ استغلت حماس المشاهد العامة السابقة للدعاية. واقترح أن تتم عمليات التبادل بوساطة أطراف محايدة، مثل الصليب الأحمر، لضمان سلامة العملية ومنع استغلالها سياسيًا.

معادلة الصمود: الأسئلة العالقة
يتفق المحللون على أن صمود هذا الاتفاق يتوقف على مدى التزام الطرفين بشروطه. بينما يطرح البعض إمكانية أن يؤدي التوتر المتجدد إلى انهيار الهدنة وعودة الحرب، يشير آخرون إلى أن الاتفاق يمثل فرصة لإعادة ترتيب الأوراق في المشهد السياسي الإقليمي.

في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال الأبرز، هل تستطيع الأطراف المعنية تحقيق توازن بين المكاسب السياسية والأمنية، أم أن اتفاق الهدنة ليس سوى استراحة مؤقتة قبل جولة جديدة من الصراع؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى