Podcast Icon
سياسة

حكومة لبنان الجديدة.. هل تفتح الباب أمام تقليص نفوذ حزب الله وتغيير موازين القوى؟

نقلت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية عن البروفيسور أماتسيا برعام، الخبير في شؤون الشرق الأوسط، تحليله للتطورات السياسية في لبنان، معتبرًا أن الحكومة اللبنانية الجديدة قد تؤدي إلى تغييرات جوهرية في ميزان القوى الإقليمي، في حال تمكنت من فرض سيطرتها.

تراجع نفوذ حزب الله.. مفاجأة سياسية غير مسبوقة
أبرز ما لفت انتباه برعام في التشكيلة الحكومية الجديدة هو الغياب المفاجئ لحزب الله عنها، وهو أمر غير مسبوق منذ عام 2008. فرغم وجود خمسة وزراء شيعة من حركة أمل، بقيادة رئيس مجلس النواب نبيه بري، إلا أن حزب الله لم يحصل على أي مقعد وزاري، وهو ما وصفه المحلل الإسرائيلي بأنه “ثورة حقيقية” في السياسة اللبنانية.

وأوضح برعام أن حزب الله كان يتمتع في الحكومات السابقة بامتلاك “الثلث المعطل”، ما كان يمنحه القدرة على تعطيل أي قرار لا يصب في مصلحته، خصوصًا في ما يتعلق بسلاحه ونفوذه داخل الدولة اللبنانية. ولكن في الحكومة الحالية، ومع غياب تمثيله المباشر، فقد الحزب هذه القدرة، مما قد يمنح الحكومة الجديدة هامشًا أوسع للتحرك ضد نفوذه.

هل تتمكن الحكومة الجديدة من نزع سلاح حزب الله؟
يشير برعام إلى أن هذا التغيير قد يفتح الباب أمام مطالبات جادة بنزع أسلحة حزب الله الثقيلة، خاصة إذا تخلى عنه بعض حلفائه التقليديين من المسيحيين والدروز داخل الحكومة. وأضاف أن الحزب لم يعد بإمكانه استخدام حق النقض (الفيتو) ضد القرارات الحكومية، مما قد يسمح للحكومة بالتحرك في اتجاهات كانت مستحيلة سابقًا، مثل معالجة ملف سلاح الحزب وتقليص نفوذه.

فرصة نادرة للولايات المتحدة والغرب
يعتبر برعام أن التطورات الأخيرة توفر فرصة نادرة للولايات المتحدة والغرب للضغط على الحكومة اللبنانية من أجل تقليص نفوذ حزب الله، مشيرًا إلى أن ما بدأته إسرائيل من خلال الضربات العسكرية ضد الحزب يمكن أن يُستكمل سياسيًا عبر هذه الحكومة.

وأضاف أن التأثير المحتمل لهذا التغيير لا يقتصر فقط على ملف السلاح، بل قد يمتد إلى تفكيك المؤسسات التي بناها حزب الله على مدى العقود الماضية، والتي جعلته دولة داخل الدولة، مثل البنوك التي يديرها، وسيطرته على مرافق حيوية مثل مطار وميناء بيروت.

تأثيرات إقليمية ومراقبة دولية
واختتمت “معاريف” تقريرها بالتأكيد على أن نجاح الحكومة اللبنانية الجديدة في فرض سيطرتها قد يؤدي إلى تحول كبير في ميزان القوى بالمنطقة. فإسرائيل والولايات المتحدة ودول أخرى تتابع الوضع عن كثب، على أمل أن تتمكن بيروت أخيرًا من الحد من قوة حزب الله واستعادة سيادة الدولة اللبنانية، وهو ما لم تتمكن أي حكومة سابقة من تحقيقه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى