Podcast Icon
سياسة

انهيار الحلفاء وانقسام الداخل: شهادات نادرة لضباط سابقين في الحرس الثوري الإيراني

في مقابلة غير مسبوقة، كشف ضباط سابقون في الحرس الثوري الإيراني عن رؤيتهم الداخلية لأوضاع النظام الإيراني ووكلائه في المنطقة، مؤكدين أن “حزب الله” اللبناني و”حماس” الفلسطينية لن يستعيدا قوتهما، مع تسليط الضوء على الفساد والانقسامات التي تهدد استقرار النظام الإيراني نفسه.

اغتيال هنية ونصرالله: اختراق استخباراتي هزّ الحرس الثوري
تحدث “جواد”، أحد العملاء السابقين في الحرس الثوري، عن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، خلال زيارته لطهران في يوليو الماضي. وصف العملية بـ”الدقيقة للغاية”، مشيرًا إلى أن الموساد الإسرائيلي كان على دراية تامة بمكان إقامته وحتى رقم غرفته. وأكد أن الحرس الثوري كان في “حالة صدمة تامة”، لدرجة أنهم لم يتمكنوا من إصدار بيان رسمي.

وأضاف جواد أن اغتيال هنية كان مجرد بداية، تلاه اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، وانهيار نظام بشار الأسد في سوريا، الذي وصفه بـ”الضربة الأكبر” لإيران. وقال: “خسرنا أقوى جبهة إقليمية لنا في سوريا، والآن أصبحت دمشق حليفًا غير معلن لإسرائيل ضد حزب الله”.

حزب الله وحماس.. خسائر بلا تعافٍ
بحسب جواد، فإن إسرائيل تستهدف الشخصيات المحورية في “حزب الله” و”حماس” بشكل ممنهج، ما أدى إلى إضعافهما لدرجة قد تجعل من الصعب عليهما التعافي. ولفت إلى أن الحرس الثوري بات يعلق آماله على تصعيد العمليات عبر الحوثيين في اليمن، لتعويض انهيار الجبهتين اللبنانية والفلسطينية.

وأضاف بمرارة: “من يصفون إسرائيل بالفساد يغرقون في الفساد بأنفسهم.. الفساد في إيران تضاعف وبدأ الناس يستفيقون”.

تفكك الجيش الإيراني: صراع داخلي يلوح في الأفق
آراش، مقدم سابق في سلاح الجو الإيراني، أوضح أن الهيكل العسكري الإيراني أصبح منقسمًا بين:
الحرس الثوري: الولاء المطلق للمرشد الأعلى علي خامنئي، وهو الذي يمول الميليشيات الإقليمية.
الجيش النظامي: يُستنزف تدريجيًا مع نقل الموارد إلى الحرس، ما يفاقم إحباط عناصره.
وأشار آراش إلى تصاعد التوترات بين الطرفين بعد الغارات الإسرائيلية التي دمرت أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، بما في ذلك أنظمة S-300 الروسية. وألمح إلى أن بعض عناصر الجيش النظامي “ينتظرون الفرصة للانقلاب على النظام”.

وأضاف: “إذا وقع هجوم آخر، فقد يتحول الأمر إلى صراع مفتوح بين الجيش والحرس الثوري.. الجيش يتكون من مواطنين عاديين، ولهذا يشعرون بخيبة أمل أكبر مقارنة بعناصر الحرس الثوري”.

95% من الإيرانيين يدعمون الضربات الإسرائيلية؟
في تصريح صادم، قال جواد: “رغم أن أي شعب يرفض تعرض بلده للهجوم، إلا أن 95% من الإيرانيين كانوا سعداء عندما ضربت إسرائيل تلك المواقع العسكرية”.

آراش وافقه الرأي، مضيفًا أن “إيران تعتمد الآن على تقنيات قديمة تعود لحربها مع العراق، بعد تدمير دفاعاتها المتقدمة”.

انقسامات عميقة ونظام على حافة الانهيار
علقت صحيفة “جيروزاليم بوست” على هذه الشهادات، معتبرة أنها تقدم “نافذة نادرة” على الانقسامات العميقة داخل الجيش الإيراني. ورأت الصحيفة أن هذه الروايات تكشف أن المعارضة الداخلية للنظام الإيراني قد تكون أكثر تجذرًا وانتشارًا مما يعتقده العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى