Podcast Icon
سياسة

الحوثيون يتوعدون.. هل تبدأ جبهة جديدة ضد إسرائيل؟

رصدت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية ما نشرته وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية بشأن تحذيرات الحوثيين من أن المقاتلين اليمنيين مستعدون لمهاجمة إسرائيل إذا استأنفت تل أبيب هجومها العسكري في قطاع غزة.

تهديدات متصاعدة.. والحوثيون في قلب المشهد
وفقًا لتحليل الصحيفة، فإن الحوثيين، الذين يحظون بدعم إيراني مباشر، يهددون بتجديد الهجمات على إسرائيل في حال انهيار وقف إطلاق النار في غزة.

وتوضح الصحيفة أن هذا التطور مهم للغاية، لأنه يؤكد أن حركة حماس وقطاع غزة لا يزالان مرتبطين بشبكة الوكلاء الإيرانيين في المنطقة، وعلى رأسهم الحوثيون في اليمن، وحزب الله في لبنان، والميليشيات المدعومة من إيران في العراق.

عندما وقع هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، حاول العديد من وكلاء إيران التدخل والانضمام إلى حماس في مهاجمة إسرائيل، وهو ما دفع تل أبيب إلى التعامل مع جبهات متعددة في آنٍ واحد.

الحوثيون لم يردعوا رغم الضربات الإسرائيلية
تؤكد الصحيفة أن بعض وكلاء إيران تراجع نفوذهم تدريجيًا في معادلة الصراع، مثل حزب الله، الذي بدا أنه أقل انخراطًا مقارنةً بالفترات السابقة.

إلا أن الحوثيين، على الرغم من عدة جولات من الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مواقعهم، لم يتم ردعهم. ووفقًا لمصادر إعلامية رسمية، فإنهم ما زالوا على أهبة الاستعداد للرد عسكريًا على أي تصعيد إسرائيلي جديد في غزة.

هل تجاهلت إسرائيل الحوثيين؟
تلفت الصحيفة إلى أن التهديدات الحوثية الأخيرة هي الأحدث في سلسلة من التحذيرات الصادرة عن الجماعة اليمنية المسلحة، والتي كانت هادئة نسبيًا خلال الأسابيع الأخيرة، نظرًا لالتزام الأطراف بالهدنة.

لكن يبدو أن إسرائيل، خلال هذه الفترة، أهملت الحوثيين، أو قللت من أهمية دورهم في الصراع، وهو ما وصفته الصحيفة بـ “نسيان إسرائيل للحوثيين”.

غير أن الحوثيين، كما يبدو، يرفضون البقاء على الهامش، بل يسعون إلى إعادة أنفسهم إلى قلب المشهد من جديد.

عبد الملك الحوثي يتوعد.. ويدعو إلى المواجهة
في خطاب متلفز، قال زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي: “أصابعنا على الزناد، ونحن مستعدون للرد فورًا إذا كثف النظام الصهيوني هجماته على غزة.”

كما حذر الحوثي من “عواقب أمنية وعسكرية واقتصادية خطيرة” قد تترتب على أي تصعيد جديد، مشيرًا إلى أن ذلك لن يتأثر بالدعم الأمريكي المستمر لإسرائيل.

السيطرة على الأماكن المقدسة.. نظرية الحوثيين التصعيدية
يزعم الحوثيون أن أي غزو إسرائيلي جديد لغزة سيؤدي إلى ردود فعل قوية من اليمن، مؤكدين أن الإسرائيليين والولايات المتحدة يخططون للسيطرة على الأماكن المقدسة في فلسطين، وهو ما يستدعي ردًا حاسمًا من جانبهم.

وبالتزامن مع ذلك، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الإثنين، أن الحركة قررت تأجيل تسليم الرهائن الإسرائيليين الذين كان من المقرر الإفراج عنهم يوم السبت، حتى إشعار آخر، متهمة إسرائيل بعدم الالتزام ببنود اتفاق وقف إطلاق النار.

في المقابل، تستعد القيادة الإسرائيلية لدراسة عدة سيناريوهات للتعامل مع التصعيد المحتمل مع حماس، إلا أن التحرك الأولي لتل أبيب سيكون عبر التواصل مع الوسطاء الدوليين لمحاولة حل الأزمة دون إشعال مواجهة جديدة.

هل تتحول التهديدات إلى مواجهة فعلية؟
مع استمرار حالة الترقب، يظل السؤال الأهم، هل سيتحول التصعيد الكلامي للحوثيين إلى عمليات عسكرية فعلية ضد إسرائيل؟

الوقائع السابقة تشير إلى أن الحوثيين لا يطلقون تهديدات بلا معنى، فقد نفذوا هجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ باليستية استهدفت مناطق مختلفة في الشرق الأوسط، كما استهدفوا في أوقات سابقة سفنًا في البحر الأحمر، ضمن محاولاتهم لإعادة صياغة معادلات الصراع الإقليمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى