الحوثيون بين تهاوي المحاور الإيرانية وضغوط التحولات الدولية

نشر موقع “إندبندنت العربية” تحليلاً يسلط الضوء على وضع الحوثيين في ظل التحولات الإقليمية والدولية الأخيرة، وخصوصاً بعد تراجع نفوذ الأذرع الإيرانية في المنطقة. التقرير يبرز كيف استغل الحوثيون التصعيد في غزة لمحاولة تعزيز صورتهم كقوة إقليمية فاعلة، لكن ذلك لم ينجح في إخفاء هشاشتهم أمام المستجدات التي تهدد مستقبلهم.
تهاوي المحاور الإيرانية وتبعاته على الحوثيين
مع انهيار النظام السوري وتراجع دور “حزب الله”، وجد الحوثيون أنفسهم في موقف أكثر ضعفاً، خاصة مع تصاعد التوجهات الإقليمية والدولية للتعامل مع تهديداتهم. عودة الحديث عن تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية في الولايات المتحدة، واحتمالية تصعيد الضربات العسكرية ضدها، يزيد من عزلة الحوثيين الذين كانوا يعتمدون على الدعم الإيراني لتثبيت سلطتهم.
المحلل السياسي خالد سلمان يرى أن الحوثيين باتوا “محاصرين بقبول تسوية سياسية تقلل من نفوذهم أو مواجهة حرب تزيلهم كفاعل سياسي”. ويشير إلى أن الجماعة فقدت أوراقها الضاغطة، خصوصاً مع تغير ديناميكيات التحالفات الإقليمية وتزايد التوجه الدولي ضد الميليشيات التي تهدد الأمن البحري والملاحة الدولية.
التصعيد الحوثي: استراتيجية اليائس
في ظل هذه التطورات، لجأ الحوثيون إلى تصعيد خطابهم وتهديداتهم، لكن محللين يرون أن هذا التصعيد يعكس حالة خوف داخلي. فزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، رغم محاولات طمأنة أتباعه، لم يستطع إخفاء قلقه من عودة إدارة ترامب واحتمالية اتخاذها خطوات أكثر صرامة تجاه الميليشيات.
على الأرض، عزز الحوثيون مواقعهم في الحديدة ومناطق أخرى، استعداداً لما وصفوه بـ”التحركات المحتملة”، وهو ما يعكس قلقهم من أي عمليات عسكرية قد تُفقدهم السيطرة على مواردهم الاستراتيجية.
السلام أم التصعيد؟
مع استمرار المفاوضات اليمنية وتصاعد الحديث عن خريطة طريق لسلام شامل، يظل الحوثيون يماطلون لتحقيق مكاسب سياسية. الكاتب نشوان العثماني يرى أن الجماعة لم تقدم تنازلات حقيقية في السابق، ولا يبدو أنها ستلتزم بأي اتفاق يُلزمها بتسليم سلاحها أو تغيير أيديولوجيتها.
خلاصة
يشير تحليل “إندبندنت العربية” إلى أن الحوثيين يقفون عند مفترق طرق، بين قبول تسوية سياسية تضعف قبضتهم أو مواجهة تصعيد دولي وإقليمي يهدد بإنهاء وجودهم كقوة فاعلة. وفي ظل التغيرات الإقليمية والدولية، يبقى السؤال: هل سيقبل الحوثيون الخروج بتسوية تحفظ لهم بعض النفوذ، أم سيواصلون التصعيد حتى النهاية؟