Podcast Icon
سياسة
أخر الأخبار

التوتر النووي بين إيران وإسرائيل.. هل باتت المواجهة العسكرية وشيكة؟

تتجه منطقة الشرق الأوسط نحو مزيد من التصعيد، في ظل تنامي المخاوف الدولية بشأن برنامج إيران النووي، الذي بات محورًا للخلاف بين القوى الكبرى، وسط تهديدات إسرائيلية متزايدة بعمل عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وفي تصريحات لصحيفة “بوليتيكو”، حذر وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر من أن إيران تمتلك بالفعل كمية كافية من اليورانيوم المخصب لصنع قنبلتين نوويتين، مؤكدًا أن إسرائيل مستعدة لاتخاذ “إجراءات عسكرية” إذا فشلت الجهود الدبلوماسية في كبح جماح طهران.

وبينما تبقى الدبلوماسية خيارًا مطروحًا، شدد ساعر على أن فرص نجاحها “محدودة للغاية”، وهو ما يتماشى مع تقارير استخباراتية إسرائيلية تشير إلى أن طهران اقتربت من العتبة النووية، في ظل تخصيبها لليورانيوم بنسبة 60%، وهي نسبة تقارب المستويات اللازمة لصناعة الأسلحة النووية.

على الجانب الآخر، تصر إيران على أن برنامجها النووي سلمي، معتبرة أن تخصيب اليورانيوم بنسب مرتفعة هو وسيلة للضغط على الغرب من أجل العودة إلى الاتفاق النووي، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في 2018.

وفي هذا السياق، أكد الأكاديمي والباحث السياسي محمد صالح صدقيان أن إيران تمتلك القدرة على صنع سلاح نووي، لكنها اختارت عدم اتخاذ هذه الخطوة، مشيرًا إلى أن طهران تستخدم التخصيب كورقة مساومة سياسية، وليس كخطوة باتجاه التصنيع العسكري.

أثار تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية مزيدًا من القلق العالمي، حيث أكد أن إيران رفعت مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى مستويات تقترب من العتبة النووية، كما أشار التقرير إلى أن إيران لم توفر للوكالة إمكانية الوصول الكامل إلى بعض المواقع النووية، ما يثير تساؤلات حول احتمال وجود أنشطة غير معلنة.

وبالرغم من ذلك، لم تقدم الوكالة حتى الآن أدلة قاطعة على أن طهران تعمل على تطوير سلاح نووي، وهو ما يبقي الباب مفتوحًا أمام المساعي الدبلوماسية لتخفيف التوترات.

ومع تصاعد التهديدات الإسرائيلية وإصرار إيران على مواصلة التخصيب، تبرز تساؤلات حول احتمالية اندلاع مواجهة عسكرية بين الطرفين. وبينما لا تزال الولايات المتحدة تمارس ضغوطًا على طهران، تبدو الدول الأوروبية أكثر تحفظًا، ما يضعف فرص إحياء الاتفاق النووي.

في ظل هذه الأجواء المتوترة، يبدو أن أي خطأ في الحسابات قد يؤدي إلى تصعيد عسكري واسع، خاصة في حال قررت إسرائيل تنفيذ ضربة استباقية ضد المنشآت النووية الإيرانية.

فهل تنجح الدبلوماسية في تفادي السيناريو الأسوأ، أم أن الشرق الأوسط مقبل على مواجهة قد تعيد رسم موازين القوى في المنطقة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى