اغتيال سليماني.. القرار الذي أنقذ إسرائيل من سيناريو مرعب

في تحليل استراتيجي لافت، يرى الكاتب الإسرائيلي أماتسيا برعام أن اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، في يناير 2020 لم يكن مجرد ضربة تكتيكية، بل قرارًا محوريًا غيّر مسار الأحداث في الشرق الأوسط، وأنه لولا مقتله، لكان هجوم السابع من أكتوبر 2023 على إسرائيل أكثر دموية ودمارًا.
سليماني.. مهندس “حلقة النار” حول إسرائيل
يصف برعام، في مقاله المنشور بصحيفة “معاريف”، سليماني بأنه العقل المدبر وراء استراتيجية تطويق إسرائيل بسلسلة من القوى المسلحة، تشمل حزب الله في لبنان، والميليشيات العراقية، والحوثيين في اليمن، وحماس والجهاد الإسلامي في غزة.
يشير الكاتب إلى أن هذه “الحلقة” كانت مصممة للتفعيل الكامل في حالتين:
إذا هاجمت إسرائيل المشروع النووي الإيراني.
عندما تضعف إسرائيل داخليًا بشكل يجعلها غير قادرة على الرد.
ويؤكد برعام أن سليماني كان يتحرك بمنهجية تجمع بين الكاريزما القيادية، والتخطيط الاستراتيجي العميق، والتعصب الديني والقومية الإيرانية، مما جعله يحظى بإعجاب وخوف حلفائه على حد سواء، من حزب الله إلى الحوثيين.
قرار ترامب.. وتردد نتنياهو
في الثالث من يناير 2020، استهدفت طائرة أمريكية مسيرة سليماني قرب بغداد. يلفت برعام إلى أن إسرائيل شاركت في التخطيط للعملية، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، تراجع في اللحظات الأخيرة خوفًا من التداعيات.
ورغم تردد نتنياهو، مضى الرئيس الأمريكي آنذاك، دونالد ترامب، في تنفيذ العملية، وهو ما يصفه الكاتب بأنه “قرار تاريخي أنقذ إسرائيل”، إذ حرم طهران من أهم مهندس لاستراتيجيتها العسكرية الإقليمية.
غياب سليماني.. وظهور السنوار
بعد اغتيال سليماني، تولى إسماعيل قاآني قيادة فيلق القدس، لكن برعام يصفه بأنه “ضابط غير كفء وغير فعال” مقارنة بسلفه.
ويشير إلى أن خطة سليماني كانت تقوم على تفعيل “حلقة النار” بالتنسيق الكامل مع حزب الله والميليشيات العراقية، وانتظار الإشارة من طهران. لكن ما لم يتوقعه أحد هو أن يحيى السنوار، زعيم حماس، سيتحرك منفردًا دون انتظار الضوء الأخضر من إيران.
يرى الكاتب أن سليماني، لو كان حيًا، لما سمح للسنوار باتخاذ هذه الخطوة بشكل مستقل، وكان سيحتفظ بالورقة الفلسطينية كورقة ضغط استراتيجية في الوقت المناسب.
ماذا لو كان سليماني حيًا؟
يستعرض برعام سيناريو افتراضيًا مرعبًا:
حزب الله يطلق آلاف الصواريخ على شمال إسرائيل، بقيادة كتائب الرضوان، بينما يكون الجيش الإسرائيلي في حالة شلل داخلي.
الميليشيات العراقية تنهال على المدن الإسرائيلية بوابل من الصواريخ الثقيلة.
إيران تطلق مئات الطائرات المسيرة والصواريخ على القواعد الجوية الإسرائيلية، مستهدفة شل القوة الجوية.
يؤكد الكاتب أن إسرائيل كانت ستنجو، لكنها ستدفع ثمنًا كارثيًا من الأرواح والبنية التحتية، وكان ردعها الإقليمي سيتعرض لضربة قاتلة.
قرار أنقذ إسرائيل.. وقرار أضاع فرصة
في ختام مقاله، يشيد برعام بقرار ترامب باغتيال سليماني، معتبرًا أنه أجهض مخططًا كارثيًا ضد إسرائيل.
وفي المقابل، ينتقد تردد نتنياهو في المشاركة الكاملة بالعملية، ويرى أن الفشل في اغتيال يحيى السنوار لاحقًا كان خطأ استراتيجيًا آخر، سمح لحماس بشن هجوم السابع من أكتوبر بمفردها، وهو ما أعاد إشعال المنطقة بطريقة لم يكن حتى سليماني ليتخيلها.