تتوج الضربة القاتلة هجومًا متواصلًا للجيش الإسرائيلي على الأصول الاستراتيجية الإيرانية، حزب الله. تعتقد إسرائيل أنها سترد، لكن خامنئي يواجه معضلة حرجة
لم تنتظر إسرائيل إعلان حزب الله، وأعلنت رسميا يوم السبت أنها قتلت الأمين العام للمنظمة حسن نصر الله في الغارة الجوية الضخمة التي نفذتها مساء الجمعة على مقر المنظمة الإرهابية تحت الأرض في بيروت.
إن نصر الله ليس مجرد شخصية بارزة أخرى يتم القضاء عليها؛ ويمثل رحيله السريع لحظة فاصلة في الشرق الأوسط.
تمت الموافقة على قتله المستهدف وتنفيذه بمجرد أن قدرت القيادة الإسرائيلية أنها وجهت ضربة كبيرة لقدرات حزب الله العسكرية في الأيام والأسابيع الأخيرة وأن التهديد للجبهة الداخلية لإسرائيل – رغم أنه لا يزال قويا – قد تضاءل بشكل كبير.
إن الجهود المبذولة لتقليل هذا التهديد هي أيضًا السبب وراء قيام إسرائيل، مباشرة بعد عملية يوم الجمعة، باستهداف كامل مجموعة الصواريخ الساحلية التابعة لحزب الله.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأدميرال دانيال هاغاري ليلة الجمعة أن إسرائيل تعتزم تنفيذ تلك الضربات الإضافية، وحذر سكان ثلاثة مجمعات في منطقة الضاحية في بيروت بضرورة الإخلاء على الفور. يعكس هذا التحذير غير العادي مدى إلحاح الأمر.
على الرغم من أنه لم يتم ذكر ذلك صراحة، فقد خشيت إسرائيل من أن يحاول حزب الله القيام بعملية انتقامية دراماتيكية باستخدام مجموعة صواريخه الساحلية، والتي لم يتم استخدامها بعد في العام الماضي وتضمنت عشرات الصواريخ المخزنة تحت المباني الشاهقة المكتظة بالسكان.
وكانت الأهداف المحتملة لحزب الله متنوعة، من السفن إلى منصات الغاز. حتى صباح السبت، كان التقييم هو أنه تم تحييد غالبية مجموعة الصواريخ الساحلية، على الرغم من بقاء قدرة متبقية لا تزال تهدد الأصول الإسرائيلية في البحر الأبيض المتوسط.
تسبب إعلان إسرائيل الرسمي عن وفاة نصر الله في إحراج كبير في لبنان وإيران. واقتصرت وسائل الإعلام الرسمية في طهران يوم الجمعة على تقديم تقرير جاف عن التفجيرات.
وكان الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان، في تلك المرحلة، المسؤول الكبير الوحيد الذي أصدر بياناً رسمياً، تضمن تهديدات مبطنة: “بات من الواضح الآن أن إسرائيل هي عدونا الأكبر، وإيران ستقف إلى جانب لبنان”.
اختيار الرئيس للكلمات كان متعمدا، حيث حرص على الإشارة إلى لبنان وليس فقط إلى حزب الله، كما لو كان هذا هجوما إسرائيليا على الدولة اللبنانية.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز ليلة الجمعة، عقد المرشد الأعلى علي خامنئي في مقر إقامته اجتماعا طارئا للمجلس الأعلى للأمن القومي، على الرغم من نفي الصحفيين الإيرانيين المقربين من الحرس الثوري ذلك.
تم النشر بواسطة timesofisrael
